طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر مطلعة، أن مفتشية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، التي حلت، في وقت سابق، بمستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة، رسمت صورة قاتمة عن هذه المؤسسة الصحية، حيث أوصت، في تقرير حديث لها وجهته إلى الوزارة المعنية مباشرة بعد إثارة «الأخبار» لقضية الوفيات والانتحارات الغامضة بهذه المؤسسة الصحية، (أوصت) بإعادة بناء وتأهيل هذا المستشفى، واقترحت ضرورة الإسراع في أقرب وقت ممكن بمشروع إنشاء مصلحة للطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة. ودعت المفتشية نفسها إلى ضرورة العمل على إنشاء المؤسسات البينية لإعادة التأهيل النفسي والاجتماعي، وتسريع عملية إنشاء مصالح الأمراض العقلية المدمجة بالمراكز الاستشفائية الإقليمية بكل من المضيق الفنيدق والعرائش والقصر الكبير ووزان، من أجل تقريب الخدمات من المواطنين وتخفيف العبء والضغط على المستشفى الجهوي.
ويأتي تقرير المفتشية المذكورة بعدما أصبح هذا المستشفى، كمؤسسة، غير قادر على استيعاب الوضع بسبب ضعف الإمكانات وقلة الموارد البشرية، في وقت ينتظر الجميع المستشفى الجديد للأمراض النفسية، والذي سيتكلف به المستشفى الجامعي حسب ما راج أخيرا في الأوساط الطبية، ولا توجد نية بتوسيع المستشفى الحالي سيما وأن مستشفى الرازي للأمراض العقلية بطنجة يعتبر المؤسسة الصحية الوحيدة بالشمال التي تستقبل المئات من المرضى النفسيين والمدمنين، كما أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أخيرا، أن مخطط إحداث مستشفى جديد بطنجة، في ظل رصد انتشار المشردين والمرضى، غير حاضر لديها في الوقت الراهن، كما أن الرازي، هو الآخر، خارج دائرة الوزارة من حيث إعادة التأهيل، وتوصي الوزارة فقط بتحسين إتاحة الأدوية النفسية كحل وقائي مرحلي، وهو ما ينتج عنه تفريخ المزيد من المشردين والمدمنين، الذين يلجون الشوارع ويتسببون أحيانا في حوادث وجرائم قتل كما وقع يوم الأربعاء الماضي، حيث إن هذه الفئة «المرفوع عنها القلم» أضحت تشكل خطرا واضحا بالبوغاز.
للإشارة، فإنه، إلى جانب طنجة، فإن إقليم العرائش بدوره يعاني من ضعف وغياب الخدمات المتعلقة بالطب النفسي، نتيجة الخصاص في الأطقم الطبية والموارد البشرية وقلة دور الاستقبال التي لا يتناسب عددها وحاجيات الإقليم، خاصة وأنه يعرف تزايدا مستمرا لحالات الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية في مختلف الأوساط الاجتماعية من أطفال وشباب ونساء ومسنين بدون استثناء.