تقارير سوداء على طاولة أمزازي حول بنيات المؤسسات التعليمية

محمد أبطاش
أسرت مصادر مطلعة بأن تقارير سوداء وضعت أمام وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي سعيد أمزازي، وتتعلق بالأساس بالبنيات التحتية المهترئة للمؤسسات التعليمية بجهة طنجة، بعد أن سجل تقاعس مصالحها الإقليمية في رفع تقارير موازية بهذا الشأن مخافة إحراجها. وحسب المصادر نفسها، فإن أولى هذه المشاكل تسجيل غياب المراحيض المؤهلة داخل المؤسسات التعليمية، وذلك بدءا من مدارس الابتدائي، حيث تفتقر أغلب المدارس في العالم القروي لهذه المرافق بصفة نهائية، ما يدفع التلميذات للانقطاع عن الدراسة، وغالبا ما يكون هذا المشكل مقترنا بعدم توفر الماء، حيث تفتقر أغلب المدارس في العالم القروي إلى الربط بشبكة الماء والكهرباء .والأمر نفسه ينطبق على أغلب المؤسسات الثانوية والإعدادية داخل المدار الحضري، تقول هذه المصادر، حيث تعاني مراحيضها من أعطاب مستمرة نتيجة سوء التدبير، ويتجلى ذلك في غياب النظافة، والأبواب والستائر فضلا عن انقطاع الماء بسبب تعطل الحنفيات، وغياب الإضاءة بسبب تعطيل الإنارة، وعدم توفر الحراسة والأمن، فضلا عن الأوساخ والكتابات المخلة بالأخلاق التي تغطي كل الجدران، وانتشار الروائح الكريهة.
وقالت المصادر نفسها، إنه نظرا لتواجد هذه المرافق في أماكن معزولة ومغلقة بعيدا عن أنظار الإدارة التعليمية، فإنها تتحول إلى ملجأ لبعض التلاميذ المدمنين على تناول المخدرات، ما يحكم على أغلب التلاميذ بعدم زيارة المرافق الصحية خوفا على أنفسهم، أو بسبب غياب الظروف الملائمة داخل تلك الأقبية التي وصفت بالمظلمة والمخيفة.
هذا وسبق لشكايات الهيئات الحقوقية وجمعيات الآباء أن استغربت من حجم الضرر الذي يلحق بهؤلاء التلاميذ، علما أن أغلبهم لا يتخلص من فضلاته إلا بعد مغادرة حجرات الدراسة، والعودة إلى البيت، حيث جرى وصف الأمر بأنه واقع يدين كل موقف للمسؤولين والمتدخلين الذين لهم علاقة بالفضاء المدرسي، بدءا من إدارات المؤسسات التعليمية وجمعيات الآباء، وكذا المديريات الإقليمية التي تتغاضى عن هذه المسألة، على اعتبار أن المرافق الصحية أضحت ذات أهمية كبيرة فضلا عن بقية التجهيزات التي لها علاقة بالبنيات التحتية.