طنجة: محمد أبطاش
أفادت مصادر مطلعة بأن تقارير وجهت لمصالح الطاقة والمعادن، بغرض التنبيه لمخاطر وجود خزانات للوقود بالقرب من ميناء المسافرين بطنجة المتوسط. وقالت المصادر إن هذه التقارير نبهت إلى أن طنجة المتوسط هو جوهرة العهد الجديد ومرفأ المغاربة جميعا، ونتاج عمل دؤوب بالليل والنهار لقرابة عقدين من الزمن، فمن غير المقبول المقامرة بأمنه وسلامته بمشاريع خواص قد تصبح قنابل موقوتة في أية لحظة، خصوصا أن هذه الخزانات الخاصة بوقود السفن قريبة أيضا من بعض أحياء الفحص أنجرة، مما يجعل المخاطر تزداد، بالتزامن مع ارتدادات ملف واقعة انفجار مرفأ بيروت.
وسبق أن تعرض هذا الملف لانتقادات من طرف هيئات محلية أكدت أن الذي تولد عنه هذا المشهد المخيف، هو جشع بعض المستثمرين وتعطشهم إلى مراكمة الأرباح بغض النظر عن المحاذير المرتبطة بغياب شروط السلامة من الأخطار. فهل كان من الضروري تجميع كل الاختصاصات في سلة واحدة، علما أنه كان في الإمكان الاقتصار على ميناء البضائع والمسافرين فقط مع الاستغناء عن المحروقات، أو القيام بعكس ذلك، أي الجمع بين المحروقات والبضائع والاستغناء عن ميناء المسافرين، أما الإصرار على الجمع بين كل هذه المكونات فإنه يشكل خطرا وتحديا.
ونبهت التقارير إلى أنه اتضح أن الدراسة لم تكن متكاملة، لأنها لم تراع مدى تأثير الموانئ على بعضها من جهة، وكذلك البعد المستقبلي لهذا الميناء الذي يجب أن يواكب التطورات التي ستمتد لمئات السنين. ويتجلى الخلل في وضع ميناء المحروقات بجوار ميناء المسافرين، وكذلك عدم تحديد الهدف الأساسي من وجود ميناء المحروقات، هل هو من أجل الاستيراد وتزويد البلد بالحاجيات الضرورية، أم من أجل تزويد البواخر التي تدخل الميناء بالوقود من أجل الاستعمال.
يشار إلى أن عودة هذا الملف للواجهة تزامنت أيضا وحادثة مميتة راح ضحيتها سائق شاحنة لنقل المحروقات الأسبوع الماضي، بعد احتراقها بسبب حادثة سير بمنعرج بمنطقة القصر الصغير، مما أدى لانفجار مهول نتيجة المحروقات القابلة للاشتعال واحترقت الشاحنة في رمشة عين، وهو ما كان سيتسبب في كارثة لو سجل بقلب الميناء يحتوي على هذه المحروقات، تقول مصادر متتبعة للقضية.