انتشار مصانع لإنتاج القوارب المخصصة للتهريب بجماعة «إمليلي»
الداخلة: محمد سليماني
تمكنت عناصر الدرك الملكي بمدينة الداخلة من تفكيك ورشة سرية مخصصة لصناعة القوارب البحرية، بمنطقة صحراوية قاحلة بالنفوذ الترابي لجماعة «إمليلي». وبحسب المعطيات، فإن دورية للدرك الملكي كانت في جولة مراقبة روتينية، قادتها إلى الوقوف على الورشة السرية في عمق الصحراء، بعيدا عن الأعين والمراقبة. وجرى فتح بحث قضائي بتعليمات من النيابة العامة، بعد إتلاف القوارب المحجوزة بالورشة، وذلك من أجل إيقاف جميع المتورطين المحتملين، خصوصا وأن هذه القوارب تستغل في الآونة الأخيرة في أنشطة تهريب المخدرات والاتجار في البشر.
وبحسب المعطيات، فإن الورشات السرية لصناعة القوارب البحرية قد عادت بقوة أخيرا إلى الواجهة، بنفوذ جهة الداخلة- وادي الذهب، ذلك أنه منذ منتصف الصيف الماضي إلى الآن تم تفكيك مجموعة من الورشات السرية لصناعة هذه القوارب، آخر هذه العمليات كانت بمنطقة صحراوية أخرى بـ«جبال گرگر»، التابعة كذلك للنفوذ الترابي لجماعة «إمليلي»، التي تبعد عن مركز الداخلة بحوالي 140 كيلومترا. وبعد العثور على القارب المصنوع حديثا، والذي تبين أنه معد لأنشطة تهريب المخدرات والسجائر والاتجار في البشر عبر سواحل الجهة، وبقرى الصيد التقليدي، تم إحراقه من قبل عناصر الدرك في عين المكان، بعد إنجاز محضر في الموضوع. وبحسب المصادر، فإن لم يتم العثور على أي مشتبه فيه بعين المكان، أو بضواحي المنطقة. كما أن هذه العملية جاءت على بعد أقل من أسبوع على تفكيك ورشة مماثلة، بنفوذ الجماعة الترابية «إمليلي» أيضا. وبحسب المصادر، فإن دورية الدرك تمكنت من اقتحام الورشة الموجودة بمكان يسمى «بورتوريكو»، وذلك خلال عملية تمشيطية بعين المكان. وقد مكنت هذه العملية من حجز قارب، ومجموعة من المواد المستعملة في أشغال النجارة والتلحيم.
إلى ذلك، فقد تحولت سواحل إقليمي الداخلة وأوسرد في الآونة الأخيرة إلى ملاذ آمن لتجار المخدرات، وللراغبين في الهجرة السرية إلى جزر الكناري، بعدما أصبح المتاجرون في تهريب البشر بالمنطقة يبتكرون أساليب متعددة وطرقا متنوعة لمواصلة نشاطهم بعيدا عن أعين السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي، ومنها الاتجاه إلى عمق الصحراء شرق مدينة الداخلة وجنوبها، وصناعة المراكب بعين المكان، خوفا من ملاحقة السلطة والأمن والدرك، وعند الانتهاء من بنائها يتم طلاؤها وترقيمها بشكل مزور، ونقلها خلسة إلى بعض السواحل، تمهيدا للحظة الإقلاع نحو جزر الكناري، بعد إتمام باقي العمليات مع الراغبين في الهجرة.