تفكيك شبكة للهجرة السرية والاتجار بالبشر في سلا 

قاضي التحقيق يتابع ستة بارونات معتقلين من القنيطرة ومكناس وسلا

الأخبار

بعد الأحداث المثيرة التي عاشتها شواطئ الصخيرات والهرهورة، بحر الأسبوع الماضي، والتي انتهت بعشرات الضحايا بين موتى ومصابين ومفقودين، فضلا عن اعتقالات بالجملة في صفوف المنظمين و«الحراكة»، عدوى الهجرة السرية تنتقل من جديد إلى شواطئ سلا.

مصادر مطلعة أكدت لـ«الأخبار» أن مصالح الدرك الملكي بالمركز الترابي بوقنادل نجحت أخيرا في إحباط محاولة تهجير مجموعة من المرشحين، جرى استقطابهم من جهات مختلفة من تراب المملكة، وتم إيواؤهم بشقق خاصة وسط مدينة سلا في انتظار تهجيرهم، مقابل دفعهم مبالغ مالية تقدر بالملايين.

وذكرت مصادر للجريدة أن معلومات دقيقة حصلت عليها مصالح الدرك الملكي، حول التخطيط لتنفيذ عملية هجرة سرية انطلاقا من شواطئ سلا، دفعتها إلى تكثيف المراقبة ورصد تحركات مشتبه فيهم، قبل أن تنجح في إيقاف ستة متهمين ينحدرون من مدن سلا والقنيطرة ومكناس، تتراوح أعمارهم بين 39 و28 سنة، حيث تم وضعهم رهن الحراسة النظرية من أجل إخضاعهم للبحث الأولي، الذي أنجزته عناصر المركز القضائي بسرية سلا، تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، قبل عرضهم، صباح الجمعة الماضي، على أنظار الوكيل العام للملك وقاضي التحقيق، الذي قرر إيداعهم السجن ومتابعتهم في وضعية اعتقال بتهمة تكوين عصابة إجرامية، والاتجار بالبشر، وتنظيم الهجرة السرية، والمشاركة في ذلك بإيوائهم، وتعريض حياة المرشحين للخطر.

وأكدت مصادر «الأخبار» أن التحقيقات التفصيلية التي ينتظر أن يباشرها قاضي التحقيق، خلال الأسابيع القليلة المقبلة مع المتهمين الستة، يرجح أن تكشف عن كل الامتدادات المرتبطة بهذه الشبكة والعمليات التي يفترض أنها قامت بتنفيذها أخيرا، انطلاقا من شواطئ سلا والهرهورة والصخيرات.

وأوضحت التحريات الأولية المنجزة من طرف عناصر سرية الدرك بسلا أن العصابة الإجرامية التي تابعها قاضي التحقيق بتهمة الاتجار بالبشر، اعتمدت وسطاء محترفين مهمتهم استمالة عشرات المرشحين الراغبين في الهجرة إلى أوروبا، ما مكنها من جني أرباح قدرت بالملايين، حسب البحث الأولي. وكان المنظمون يوفرون كل الترتيبات المتعلقة بعمليات الهجرة السرية، انطلاقا من استقبال المرشحين من مختلف أقاليم المملكة وإيوائهم بشقق ومنازل سرية، دون مغادرتها، إذ يتكلف وسطاء بالمأكل والتبضع، إلى حين انطلاق الرحلة، حيث يتم نقلهم عبر سيارات خاصة إلى مواقع الانطلاق البحرية، من أجل ترحيلهم ليلا عبر قوارب مطاطية.