طنجة: محمد أبطاش
أوردت مصادر مطلعة أن عناصر الأمن الوطني بولاية أمن طنجة تمكنت، يوم السبت الماضي، من إيقاف 8 أشخاص وفتاتين قاصرين تتراوح أعمارهم ما بين 17 و33 سنة، وذلك للاشتباه في ارتباطهم بشبكة إجرامية تنشط في النصب والاحتيال والاحتجاز والسرقة باستعمال العنف ضد الراغبين في الهجرة غير المشروعة. وحسب المصادر، فإن القاصرين يتم استعمالهما أحيانا كطعم، حتى يتم نسج الضحايا لعلاقة ثقة مع أفراد هذه الشبكة، ويظنون إثرها أن الفتاتين هما أيضا ستهاجران رفقتهم. وحسب المصادر نفسها، جرى اعتقال المشتبه فيهم على خلفية تورطهم في تعريض مجموعة من الأشخاص للنصب والاحتيال باستعمال مواقع التواصل الاجتماعي، عن طريق إيهامهم بقدرتهم على تنظيم عمليات للهجرة غير النظامية صوب أوروبا، حيث قاموا باستدراجهم إلى ضواحي مدينة طنجة وسرقة متعلقاتهم الشخصية باستعمال العنف.
وأسفرت عملية الضبط والتفتيش المنجزة في إطار هذه القضية عن حجز سيارتين نفعيتين وأسلحة بيضاء، فضلا عن حجز مجموعة من الهواتف النقالة التي تحمل آثارا رقمية لهذا النشاط الإجرامي. وتم الاحتفاظ بالموقوفين الراشدين تحت تدبير الحراسة النظرية، فيما تم إخضاع القاصرين الموقوفتين للبحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية. ويأتي هذا في ظل تزايد هذه الشبكات، في وقت تم دق ناقوس الخطر أخيرا، نظرا إلى تكاثر مثل هذه الشبكات التي تستقطب ضحاياها، حيث تكون أعينهم يملأها الحلم نحو العبور إلى الضفة الأخرى، قبل أن يجدوا أنفسهم ضحايا اعتداءات ونصب واحتيال. ناهيك عن أن عددا من الضحايا تعرضوا لضربات بواسطة أسلحة بيضاء، غيرت ملامح وجوههم وأجسادهم، على اعتبار أن أفراد هذه الشبكات غالبا ما يكونون تحت تأثير المخدرات لحظة تنفيذ اعتداءاتهم.
ومثُل أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة مرارا، متهمون ضمن هذه الشبكات، وكانت أكبر عقوبة أصدرتها في هذا الجانب، هو الحكم بـ135 سنة سجنا، في وقت سابق، على تسعة أفراد من عصابة وصفت بالخطيرة، حيث تابعتهم المحكمة بتهم حول «تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز باستعمال ناقلات ذات محرك، وذلك بهدف تسهيل ارتكاب جريمة السرقات الموصوفة المقرونة بالتعدد والعنف والتهديد باستعمال السلاح والضرب والجرح والنصب وتزوير صفائح السيارات، وحيازة أسلحة والسكر العلني». في حين أدانت المحكمة أخيرا شبكة أخرى يتزعمها شخص يلقب بـ«الرباطي»، والذي قَدِمَ من تطوان للقيام بمثل هذه الجرائم بطنجة.