مصطفى عفيف
بعد إعفاء مدير مستشفى الحسن الثاني بسطات، وتعيين مدير بالنيابة مكانه، عادت أصوات فعاليات جمعوية وحقوقية ونقابية بإقليم سطات، من جديد، لدق ناقوس الخطر حيال مجموعة من المشاكل التي يتخبط فيها المركز الاستشفائي الإقليمي الحسن الثاني بالمدينة بسبب الخصاص المهول في الموارد البشرية.
وأوضحت الفعاليات ذاتها أن هذا النقص ساهم بشكل مباشر في التأثير على السير العادي للمرفق الصحي، منها طول المواعد بالنسبة للمرضى، سواء بالنسبة للعمليات الجراحية أو بالنسبة للفحوصات والتشخيص، زد على ذلك تدني الخدمات الطبية (العمليات الجراحية، الولادة، التحاليل…)، وأخرى بسبب جائحة كورونا التي لم تسلم منها الأطر الصحية بالإقليم، وهي اختلالات حولت المركز الاستشفائي الإقليمي، بحسب الفعاليات ذاتها، إلى محطة عبور نحو مستشفيات الدار البيضاء وبعض المصحات الخاصة بالمدينة.
هذا وتحول مركز التشخيص بالمركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات إلى ما يشبه سوقا شعبيا، نظرا لتوافد عدد كبير من المرضى، من داخل المدينة وخارجها، قصد تشخيص الأمراض التي تختلف بين حالات بسيطة وأخرى حرجة، وهو ما خلق نوعا من الفوضى العارمة ومشاكل بالجملة ساهم فيها سوء توزيع المواعد الطبية التي تعطى للمرضى بشكل قد يصل في بعض الأحيان إلى أربعة أشهر على أقل تقدير.
زد على ذلك افتقار هذه المصلحة إلى الأطباء الاختصاصيين، خصوصا وأن الحالة المرضية للعديد من المواطنين لا تستدعي التأخير والانتظار، ما يضطرهم إلى التنقل نحو المصحات الخاصة بالمدينة أو الدار البيضاء، وهو ما يضر بمصالحهم.
كل هذه الاختلالات لا تختلف عن واقع قسم المستعجلات الذي يعتبر نقطة سوداء ووصمة عار على جبين قطاع الصحة بسطات، بعدما كان يضرب به المثل على مستوى (جهة الشاوية ورديغة سابقا)، حيث أصبح اليوم مثار احتجاج واستنكار المواطنين.
هذا المرفق الأساسي، الذي يعد الشريان والقلب النابض للمؤسسة الصحية، ليس كباقي الأقسام، إذ يستقبل يوميا أزيد من 200 شخص يتوافدون من كل أنحاء الإقليم، فيما سيارات الإسعاف لا تتوقف طوال النهار، ومرضى يلجونه على متن سيارات خاصة وعربات تجرها دواب من بواد بعيدة، للبحث عن الإسعافات الأولية. في حين نجد أن هذه المصلحة تعاني بدورها من نقص في الموارد البشرية بفعل الضغط اليومي عليها، ما يعرض المرضى لانتظار طويل، خصوصا بالنسبة إلى الحالات الحرجة التي تتوافد على مصلحة المستعجلات خلال الفترة الليلية، إذ يلجأ العاملون بقسم المستعجلات، في بعض الأحيان، إلى الاستعانة بحراس الأمن الخاص، الذين تتمثل مهمتهم في وضع طاولة على المدخل المؤدي إلى قاعة المستعجلات، لسد الباب أمام المرضى، وإرغامهم على الانتظار، غير مبالين بالحالات المستعجلة. وحين يصل دورك يوجهك حارس الأمن إلى مكتب الطبيب الذي لا يكشف عليك ولا تنال حظك من فحص دقيق، بل يكتفي بطرح مجموعة من الأسئلة قبل أن يصف لك عدة أدوية قد تتكرر في بعض الأحيان بين مريض وآخر.
ويرفض قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي بسطات استقبال النساء الحوامل القادمات من برشيد، كما هو معمول به بحسب البروتوكول، حيث يضطر العاملون بقسم الولادة إلى إرجاع هؤلاء إلى مستشفى برشيد أو إرسالهن إلى مدينة الدار البيضاء.
قسم الجراحة بدوره يعرف مشاكل بالجملة بسبب النقص في بعض الأطر الطبية رغم توفره على أحسن التجهيزات الضرورية، ناهيك عن طول المواعد المبرمجة للمرضى على مستوى العمليات الجراحية، أو عرض حالاتهم على أطباء اختصاصيين، ما أدى إلى تنظيم مجموعة من الاحتجاجات الجماعية والفردية، في وقت سابق، من قبل متضررين أو من طرف جمعيات المجتمع المدني، وكذا الهيئات النقابية المحلية والإقليمية في قطاع الصحة، للمطالبة بتحسين الوضع الصحي بالمستشفى وتزويده بالموارد البشرية وترشيد توزيعها.