حسن الخضراوي:
علمت «الأخبار» من مصادرها أن هيئة المحكمة الابتدائية بتطوان ستنظر، بحر الأسبوع الجاري، في ملف محاكمة شبكة استغلال موانئ ترفيهية بسواحل مدن جهة الشمال في الاتجار الدولي في المخدرات، واستعمال يخوت سياحية ومعدات بحرية سياحية في نقل رزم المخدرات من نوع «الشيرا» في اتجاه سبتة المحتلة، أو اعتراض يخوت كبيرة في البحر لتسليمها البضاعة، فضلا عن لقاء زوارق سريعة لاستحالة انطلاقها من الساحل بسبب تشديد المراقبة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التابعة للإدارة العامة للأمن الوطني، دخلت بدورها على خط التحقيق في الموضوع، وتعقب معلومات حول أنشطة مشبوهة لتبييض الأموال، فضلا عن التدقيق في ذكر أسماء أمنيين مسؤولين عن المراقبة بميناء كابيلا، بمحاضر استماع رسمية، والتأكد من شبهات تصفية حسابات ومحاولة خلط الأوراق، بعد التأكد، من خلال دلائل تقنية من تورط بحارة وحراس أمن خاص وملاك قوارب في الأنشطة الإجرامية المذكورة.
وأشارت المصادر عينها إلى أن العديد من الصفحات الفيسبوكية، التي تهتم بالأخبار بمدن جهة الشمال، سارعت لتبرئة رجل أعمال يشتبه في تورطه في الشبكة المذكورة، وذلك في ظل قرار قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتطوان متابعته للاشتباه في تورطه في شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، باستغلال أنشطة ترفيهية بموانئ سياحية بسواحل عمالة المضيق، فضلا عن متابعة سبعة متهمين آخرين في الملف نفسه، بمسك المخدرات والمشاركة في الاتجار فيها ونقلها وتصديرها، وخرق الأحكام المتعلقة بتصدير وحركية المخدرات داخل الدائرة الجمركية، بدون تصريح ولا ترخيص، طبقا للفصول 1 و2 و4 من الظهير الشريف 1974/05/21، والمواد 279 مكرر من مدونة الجمارك.
وكان قاضي التحقيق المكلف قام بالتدقيق في العمليات التي اعترف بها أحد حراس الأمن الخاص المتهمين، ضمنها عملية أولى يشتبه في تنفيذها يوم 05 غشت الماضي، وذلك بجلب رزم المخدرات محملة بسيارة خفيفة، حيث تم شحنها بقارب ترفيهي بمساعدة العديد من المتهمين، والرأس المدبر لها يوجد الآن رهن الاعتقال بسبتة المحتلة، وكان نصيب حارس الأمن الخاص المتهم منها 4 آلاف درهم.
وتم التدقيق، أيضا، في عملية ثانية خلال البحث التفصيلي، حيث يشتبه في تنفيذها يوم 07 غشت الماضي، وشارك فيها شخصان يعملان في مجال قيادة القوارب الترفيهية، إلى جانب العديد من المساعدين في حمل الرزم من السيارة ووضعها بالقارب السياحي، وكان نصيب حارس الأمن الخاص، الذي اعترف بالتفاصيل أمام المحققين من الفرقة الوطنية للدرك الملكي، 5 آلاف درهم، ناهيك عن عملية ثالثة لتهريب المخدرات يشتبه في أنه تم تنفيذها يوم 9 غشت الماضي، غير أنها انتهت بالفشل بعد تمكن السلطات الإسبانية من حجز القارب وكمية كبيرة من المخدرات على متنه، وكذا إيقاف المتهم الرئيسي في استغلال موانئ سياحية في التهريب الدولي للمخدرات، حيث لم يتوصل حارس الأمن الخاص المذكور بأي تعويض مادي يذكر من الشبكة بمبرر فشل العملية.
وكانت السلطات المغربية قامت، خلال الصيف الماضي، بفتح تحقيق في عملية إنقاذ قارب من نوع (كاسكو) طوله سبعة أمتار، تم حجزه وهو يقترب من الغرق بعد صدمه من قبل دورية بحرية تابعة للسلطات الإسبانية قبالة سواحل سبتة المحتلة، حيث تم، على متنه، حجز أكثر من نصف طن من رزم المخدرات، فضلا عن اعتقال شخصين ضمنهما بارون مخدرات مشهور بالشمال يلقب بـ«كوبالا».
يذكر أن قاضي التحقيق المكلف بالملف استمع، في جلسات مطولة، لثمانية متهمين لكشف كافة الحيثيات والظروف المحيطة بحجز خمس رزم من المخدرات بعرض البحر الأبيض المتوسط بالمضيق، وعلاقة ذلك بالقارب المحمل بأكثر من نصف طن من المخدرات الذي تم حجزه من قبل السلطات الإسبانية، فضلا عن العلاقة بين المستثمر المتابع في القضية المذكورة وبارون المخدرات «كوبالا» ومرافقه الموجودين بالسجن بسبتة المحتلة.