في الوقت الذي تشتكي فيه الساكنة المحلية من تدهور كبير في البنيات التحتية وضعف في الخدمات التي يقدمها مجلس المقاطعة، احتفل رئيس مقاطعة زواغة بمدينة فاس عن حزب العدالة والتنمية، برفقة عدد من نوابه، بـ “النجاح الباهر” للدورة الرابعة لمهرجان زواغة الربيعي الذي خصصت له ميزانية مهمة من المال العام. وحرص على أن يشرك في هذا “الانتصار” عددا من الجمعيات المقربة التي ساهمت في تنشيط فقرات المهرجان الذي خلف تنظيمه انتقادات لاذعة في الأوساط المحلية.
الغموض يطبع تدبير “البيجيدي” لشؤون المقاطعة
ولم يكشف رئيس المقاطعة عن تفاصيل الحسابات المالية المرتبطة بفعاليات هذه الدورة، ولا عن لوائح الجمعيات المستفيدة من الدعم، طبقا لشعار تكريس النزاهة والوضوح في تدبير الشأن العام، وربط المسؤولية بالمحاسبة. وقالت المصادر إن رئيس المقاطعة يتخوف من أن يؤدي بسط معطيات حول مالية المهرجان إلى تنامي الغضب الشعبي ضد حزب العدالة والتنمية الذي تفرغ في تدبير شؤون المدينة لتنظيم ودعم عدد من المهرجانات الثقافية والفنية، في الوقت الذي تحتاج فيه المدينة إلى مبادرات استعجالية للتأهيل، خاصة وأن العمدة الأزمي ورؤساء المقاطعات وعدوا في الحملة الانتخابية بإعطاء الأولوية لتأهيل الأحياء ناقصة التجهيز.
وواجه رئيس مقاطعة زواغة طيلة السنوات الثلاث لتولي المسؤولية احتجاجات للساكنة مرتبطة بتدهور وضعية الطرقات، وتنامي الترامي على عقارات الغير، وتراجع مهول في المناطق الخضراء في مقابل زحف البنايات الاسمنتية، وضعف البنيات التحتية، الشيء الذي يغرق المنطقة في فيضانات الشوارع والأزقة كلما شهدت تساقطات مطرية. وإلى جانب المهرجان، فإن اهتمامات مجلس المقاطعة يولي اهتماما كبيرا لعمليات الختان الجماعي وتوزيع الدعم الاجتماعي على الأسر المعوزة. وتشير المصادر إلى أن هذه العمليات كلها تندرج في سياق مجهودات حثيثة للحفاظ على القاعدة الانتخابية الغاضبة لحزب “البيجيدي” بالمنطقة.
الحشرات تحول حياة الساكنة إلى جحيم ومجلس المقاطعة منشغل بـ “إنجاح” مهرجانه الربيعي
وتزامن تنظيم المهرجان (21 أبريل الجاري إلى 28 منه) مع تدمر للساكنة المحلية من انتشار مهول للحشرات الضارة التي حولت حياتهم إلى جحيم، وقالت المصادر إن مجلس المقاطعة ظل في الآونة الأخيرة منشغلا بـ “إنجاح” مهرجانه الربيعي، وقبل ذلك كان رئيس المقاطعة منشغلا بترميم البيت الداخلي لحزب العدالة والتنمية بالمنطقة والذي عرف تصدعات بسبب تداعيات خلافات طاحنة بين قيادات محلية حول التفويضات و”الإشراك” في تدبير الشأن العام المحلي، وسط حديث المعارضين على أن مجموعة صغيرة يتزعمها رئيس المقاطعة هي التي تتحكم في كل الملفات “المهمة” بمجلس المقاطعة. وحرص رئيس مجلس المقاطعة في تنظيمه لمهرجان زواغة على إشراك جمعيات قريبة منه، مما أثار موجة استياء في أوساط عدد كبير من الجمعيات المحلية التي قررت مقاطعة هذه الدورة، بعدما سبق لها أن قاطعت دورات سابقة، وانتقدت استخدام للمقاربة التشاركية في الشعارات التي يروجها مجلس المقاطعة، في حين أن قيادات حزب “البيجيدي” هي التي تتحكم في إعداد البرامج والتصورات والنفقات ذات الصلة برهان انتخابي.