شوف تشوف

الرئيسيةحوادث

تفاصيل دقيقة وحصرية حول جريمة «مولات الباليزة» بالفقيه بن صالح

القتل لإخفاء زنا محارم وعدم العثور على جثة «أمي عائشة» يمنع إعادة التشخيص

مصطفى عفيف

ما زال البحث عن جثة «أمي عائشة» المختفية منذ مدة بالفقيه بن صالح، حيث تواصل عناصر فرقة الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح تحرياتها، من أجل الكشف عن مكان الجثة وإعادة تشخيص هذه الجريمة الشنعاء، التي اختلط فيها سوء الجوار بزنا المحارم، والحقد والرغبة في الانتقام بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والإنكار ومحاولة تضليل الأبحاث، تهربا من تحمل مسؤولية الجناية المرتكبة.

قضية «أمي عائشة»
من أجل الربح المالي فقط ودون الإلمام بأبسط تقنيات تحرير الخبر الصحفي، ودون أبسط عناء أو مجهود تسابق العديد من «اليوتوبرز» من أجل تقديم معطيات كاذبة ومن نسج الخيال، أو اعتمادا فقط على أحاديث الناس البسطاء في الشارع العام حول قضية «مولات الباليزة»، وما أسموها «قضية أمي عائشة»، مما يمكن اعتباره تضليلا أو تهويلا أو على الأقل تقديما وعرضا لمعطيات كاذبة. ومنهم من ذهب أبعد بكثير حينما روج خبرا آخر كون المصالح الأمنية بمدينة الفقيه بن صالح قامت بإعادة تشخيص الجريمة في سرية تامة، حيث يجهل هؤلاء «اليوتوبرز» أن العملية تتطلب أولا العثور على جثة الضحية. كما أضافت مخيلة هؤلاء المدعين أن فرق الوقاية المدنية قد تمكنت من جمع أشلاء الضحية من ثلاث آبار متباعدة وإخضاعها للتشريح الطبي، وبأنه سيتم تسليمها إلى أهالي الهالكة من أجل الدفن.
ليبقى تسابق الكثيرين لنشر الأكاذيب بهدف واحد هو الإثارة والربح، وجذب أكبر عدد من المشاهدات، دون أدنى جهد في سبيل جمع المعطيات والتحقق من صحتها، وحتى قبل اكتمال البحث الجاري في النازلة تحت إشراف النيابة العامة المختصة.

بداية القضية بزنا المحارم
البداية انطلقت حين علمت الهالكة (عائشة. خ) من مواليد 1957، أن المتهمة (مولودة .ش) من مواليد 1970، مطلقة تمتهن التسول، على علاقة جنسية بولدها بالتبني المدعو (يوسف. ز) 19 سنة، وذلك بحكم الجوار وتقابل نافذة بيت الضحية بنافذة غرفة نوم المشتبه فيهما. وتأكد هذان الأخيران أن الضحية شاهدتهما في وضعية تلبس بممارسة الجنس، حيث تولدت في ذهنيهما فكرة التخلص منها مخافة الفضيحة. هذا المعطى لم تخفه الهالكة عن شقيقتها الموجودة بالديار الأجنبية خلال اتصالاتهما الهاتفية المتكررة، خصوصا وأنه كان سببا في توتر العلاقة بين الضحية عائشة وغريمتها مولودة، وازدياد حدته على مدى السنتين الأخيرتين.

انقطاع التواصل يخيف شقيقة الضحية
في الأسبوع الأخير من شهر يوليوز 2021، انقطع التواصل الهاتفي نهائيا بين الراحلة عائشة وشقيقتها المقيمة بالخارج، إذ لم تعد ترد على مكالماتها مما أثار قلقها وعجل بعودة الأخيرة إلى مدينتها الأم الفقيه بن صالح، حيث بادرت يوم 2 غشت الماضي إلى تقديم بلاغ بحث لفائدة العائلة عن أختها لدى المصالح الأمنية.

مقطع فيديو يفضح «مولات الباليزة»
ازدادت مخاوف وشكوك أهالي المختفية بعد ظهور مقطع فيديو صوره أحد أبناء الجيران، تظهر من خلاله المدعوة مولودة وهي تجر حقيبة سوداء من الحجم الكبير بصعوبة كبيرة من منزلها الكائن ببلوك رقم 4 بحي أولاد سيدي شنان بمدينة الفقيه بن صالح باتجاه مجهول. مقطع الفيديو هذا كان نقطة انطلاقة الأبحاث والتحريات المكثفة، التي قامت بها مختلف فرق وعناصر المنطقة الإقليمية للأمن بالفقيه بن صالح، في كل الاتجاهات والمسارات في محاولة لفك لغز اختفاء الفقيدة عائشة، وكشف سر الحقيبة السوداء الكبيرة، بحيث لم تفض المجهودات والأبحاث الميدانية والتقنية المكثفة إلى شيء، قبل العودة إلى معلومة قيمة كانت شقيقة المختفية أفادت بها المحققين حول العلاقة الجنسية القائمة بين المسماة مولودة وولدها بالتبني المدعو يوسف، وهي معلومات تعامل معها المحققون بذكاء وأهمية واستثمروها من أجل فك لغز هذه القضية، التي تفاعل معها بقوة الرأي العام المحلي والجهوي والوطني، وأصبحت موضوع الكثير من الشائعات والأخبار المتناقضة والكاذبة.
مجهودات وأبحاث رجال الحموشي بالفقيه بن صالح، تواصلت 24 ساعة على 24 ساعة من أجل إيقاف المشتبه فيها الرئيسية، وكذا ابنها بالتبني، حيث اختفيا مباشرة بعد اختفاء السيدة عائشة. تحركات شملت عدة مدن ومراكز وقرى، سابق خلالها المحققون الأمنيون الزمن دون أن يعثروا على المشتبه فيهما ولا المختفية.

إيقاف «مولودة» المشتبه فيها
نقطة التحول الرئيسة في مجريات البحث كانت زوال يوم الخميس 26 غشت المنصرم، حين تمكنت عناصر الشرطة من اعتقال المشتبه فيها مولودة، على مستوى زنقة باب الثلاثاء وسط الفقيه بن صالح، بمجرد عودتها من خارج المدينة وهي ملثمة وتضع كمامة وقائية، حيث أفضت الأبحاث التمهيدية معها إلى كشف مكان وجود ولدها بالتبني، فقامت فرقة خاصة من شرطة المدينة بالتنقل إلى مدينة قلعة السراغنة وإيقاف المعني بالأمر من داخل محل لإصلاح السيارات (ميكانيك)، بعد أن قصد تلك المدينة رفقة المتكفلة به مولودة يوم 27 يوليوز الماضي، واكتريا غرفة بها تخفيا وهروبا من ملاحقة الشرطة. هذا ومكن البحث مع الشاب يوسف من كشف بعض تفاصيل قضية «أمي عائشة» التي تحولت من قضية اختفاء إلى جريمة قتل مكتملة الأركان.

الابن / العشيق يروي تفاصيل الجريمة
كشف البحث الأولي لفرقة الشرطة القضائية أن الشاب الموقوف قد باغت الضحية عائشة يوم 25 يوليوز المنصرم بباب منزلها وخنقها بيديه بقوة، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة تحت أنظار والدته بالتبني مولودة وبتخطيط منها، ثم سحبها باتجاه المنزل الذي يقطنان به، حيث تم وضعها في كيس (خنشة)، قبل أن يتم وضعها بداخل الحقيبة السوداء التي ظهرت المشتبه فيها مولودة تجرها في مقطع الفيديو المتداول، كما قاما بحرق الهاتف المحمول للمعتدى عليها من أجل طمس معالم الجريمة، وعرقلة وصول الشرطة إلى مكان الجثة. بعدها تم نقل الحقيبة وبداخلها جثة الضحية عائشة على متن عربة مجرورة بواسطة حصان (كارو)، باتجاه مدخل حي باب الخميس وسط مدينة الفقيه بن صالح.
إلى حدود هنا انتهت المعطيات التي صرح بها الموقوف، في ظل إنكار المشتبه فيها مولودة، وعدم إدلائها بأي تصريحات تفيد في الكشف عن مصير الجثة، ولا كيف وأين تم التخلص منها، أو نقلها من باب الخميس إلى مكان آخر.

السجن للأم وولدها /عشيقها
بعد انقضاء فترة الحراسة النظرية بالنسبة إلى الموقوفين مولودة وابنها بالتبني وعشيقها في الوقت نفسه المدعو يوسف، تمت إحالتهما في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال، يوم الأحد الماضي، من أجل تهم تتعلق بارتكاب جريمة قتل عمدا مع سبق الإصرار والترصد وإخفاء الجثة، والذي قرر إيداعهما السجن المحلي ببني ملال قيد الاعتقال الاحتياطي، في انتظار محاكمتهما من أجل المنسوب إليهما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى