شوف تشوف

اقتصادالرئيسيةتقاريرخاص

تفاصيل خطة الطوارئ بعد انهيار مستعمرات النحل

130 مليون درهم لإنقاذ القطاع والتوعية بالممارسات الصحيحة لتربية النحل

مقالات ذات صلة

لمياء جباري

منذ أن تأكد اختفاء مئات من خلايا النحل في بعض مناطق المغرب، تزايد القلق وسط العديد من المختصين ومربي النحل، الذين أرجعوا الأمر إلى أسباب مناخية وأخرى مرتبطة بالظروف الصحية للمناحل نفسها. وكان المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية (أونسا) أكد أن «اختفاء النحل من المناحل ببعض المناطق هو ظاهرة جديدة».

وأضاف المكتب، في بلاغ، أن «التحريات الأولية استبعدت أن يكون سبب الظاهرة مرض ما»، وأن «النتائج الأولية للزيارات الميدانية المكثفة التي قامت بها الفرق التابعة للمصالح البيطرية الإقليمية لحوالي 23.000 خلية نحل بمختلف العمالات والأقاليم، خلصت إلى أن اختفاء النحل من المناحل ظاهرة جديدة تشمل بعض المناطق بدرجات متفاوتة». وحسب المصدر نفسه، فإن هذه الظاهرة تُعرف بـ«انهيار خلايا النحل»، و«لوحظت أيضا بدول أخرى بأوروبا وأمريكا وإفريقيا».

 

خطة طوارئ بـ130 مليون درهم

أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن إعداد برنامج خاص لدعم مربي النحل المتضررين من ظاهرة «اختفاء النحل» ببعض المناطق في الآونة الأخيرة. وأوضحت الوزارة، في بلاغ صحفي، أنه تم لهذا الغرض تخصيص مبلغ 130 مليون درهم لاتخاذ إجراءات فورية من بينها دعم المربين لإعادة إعمار خلايا النحل المصابة. ووعدت الوزارة بـ«توزيع طوائف نحل جديدة والقيام بحملة وطنية لمعالجة الخلايا ضد داء «الفاروا» والقيام بحملات توعية لفائدة المربين، خاصة ما يتعلق بالممارسات الجيدة لتربية النحل».

ويقول محمد أبو العال، لمصدر إعلامي، إن «الضرر قد يصل بسرعة إلى مليارات الدراهم». وأضاف أبو العال، النائب الثاني لرئيس الكنفدرالية المغربية للفلاحة والتنمية القروية، أن الأمر يتعلق بالتنوع البيولوجي، وهي ظاهرة جديدة بسبب حجمها وغياب المرض. وتؤكد التحليلات المعملية التي أجريت في فرنسا الفرضية التي تبنتها المنظمة المسؤولة عن السلامة الصحية منذ البداية. وسلطت الدراسات الاستقصائية التي أجريت حتى الآن الضوء على الطبيعة متعددة العوامل في أصل الظاهرة: وهي ندرة المراعي بسبب قلة الأمطار، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط للمغذيات الاصطناعية في بعض الأحيان ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة خلال الخريف الماضي». ومن هنا تدخلت الوزارة الوصية في معالجة ظاهرة انهيار مستعمرات النحل بالوسائل والسرعة اللازمة. وتم وضع خطة طوارئ مع إجراءات وتدابير قصيرة ومتوسطة المدى. كما تم تخصيص ميزانية قدرها 130 مليون درهم للقطاع. وتتمحور خطة الطوارئ هذه حول عنصرين. الأول هو متابعة التحقيقات لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة. وأجرى المكتب الوطني للسلامة الصحية «أونسا» تحقيقات أولية في هذا المجال، تغطي 23000 خلية في مناطق مختلفة، والتي خلصت إلى أن 36 بالمئة من مربي النحل الذين شملهم الاستطلاع تأثروا. كما نفذت، في هذا السياق، عينات وتحاليل معملية مكنت من استبعاد مسار المرض.

 

لجنة متعددة الخبراء لفهم الظاهرة

قام المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بإنشاء لجنة من الخبراء متعددي التخصصات وهي مكونة من مؤسسات – معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، المعهد الوطني للبحوث الزراعية، وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وخبراء من خلفيات مختلفة لفهم الظاهرة بجميع أبعادها، وسيتم إجراء البحوث العلمية والتحقيقات الباثولوجية التي تؤثر على النظام البيئي الذي تمارس فيه تربية النحل. بالإضافة إلى تحديد العوامل ودرجة مساهمة كل منها في هذه الظاهرة، فإن الأمر يتعلق أيضًا بتحديد الطبيعة الحقيقية للضرر، وتقدير التكلفة من أجل تقليص المكونات الأخرى لخطة الطوارئ. الجزء الثاني من خطة الطوارئ هو تجديد المستعمرات المفقودة وتعزيز المستعمرات التي لم تختف بعد. ستتم إعادة تكوين المستعمرات المفقودة من أسراب تعتبر صحية وخالية من هذه الظاهرة. ويقول محمد أبو العال هناك أيضًا حديث عن إجراء حملة علاج جديدة ضد داء الفاروا وهي حشرة أو طفيلي يلتصق بالنحلة ويعتمد على مواردها. إنه موجود في المغرب منذ التسعينيات وهو موضوع حملات العلاج»، يقول مصدر من المكتب الوطني للسلامة الصحية. «الحملة الأخيرة نفذت في نونبر 2021 حيث تم علاج جميع خلايا النحل مجانًا مع علاج معتمد».  وستركز الجهود على زيادة الوعي بين مربي النحل حول الممارسات الجيدة لتربية النحل. وذلك لتشجيعهم على استخدام الغذاء الطبيعي (العسل وحبوب اللقاح) كمكمل غذائي. لأنه، حتى في رأي بعض المهنيين، فإن الاستخدام المفرط للمكونات الاصطناعية يؤدي إلى سوء التغذية الذي يضعف النحل. و«كما هو الحال في جميع المهن، لا تخلو تربية النحل من التفاح الفاسد»، يقول محمد أبو العال للمصدر نفسه، محذرا من الدعوات التي يروج بعضها بين النحالين «بالتشجيع على استخدام المضادات الحيوية».

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى