تفاصيل حول الدواء المستعمل في علاج المصابين بفيروس كورونا بالمغرب
تصنعه شركة "سانوفي" بترخيص حصري للسوق الوطنية وغير معني بالتصدير
محمد اليوبي
كشفت وزارة الصحة عن تفاصيل استعمال «الكلوروكين» في علاج المصابين بفيروس كورونا المستجد، وذلك على ضوء التجارب والاختبارات السريرية التي أجريت بالعديد من البلدان، وأثبتت فعاليته. وعممت الوزارة كميات كبيرة من هذا الدواء على مختلف المستشفيات المخصصة لاستقبال المرضى بالفيروس.
بروتوكول علاجي
أكدت وزارة الصحة أن استعمال «الكلوروكين» وكذا الإصدارات العلمية الناتجة عنه بعدد من دول العالم، كالصين وأمريكا، أكدت جميعها نتائج إيجابية لاستعمال هذا البروتوكول العلاجي في علاج مرضى كوفيد-19، وأنها اعتمدت هذا البروتوكول بعد دراسة وقرار من اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة.
وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أول أمس الأربعاء، في إطار تفاعلها مع النقاش الدائر حول مدى نجاعة البروتوكول العلاجي للمصابين بعدوى كوفيد-19 على أساس دواء «هيدروكلوروكين» و«هيدروكسيكلوروكين»، أن وصف واستعمال هذا الدواء، الذي عممته وزارة الصحة منذ أيام على المراكز الاستشفائية الجامعية والمديريات الجهوية للصحة على صعيد المملكة لعلاج حالات الإصابة بـ «كوفيد-19»، هو دواء معروف كان يستعمل منذ سنوات لعلاج الملاريا وأمراض مزمنة على غرار (التهاب المفاصل والأمراض المناعية الأخرى) لمدد طويلة قد تصل أحيانا لسنوات، وذلك تحت مراقبة طبية متخصصة وصارمة لتتبع وحصر ما قد يترتب عن استعماله من مضاعفات جانبية.
وأضاف البلاغ أن وزارة الصحة وفرت بصفة استعجالية، بموازاة القرار الهام الذي اتخذته اللجنة العلمية والتقنية، كل الوسائل اللازمة لضمان التفعيل الدقيق والآمن لهذا القرار، واستنفرت في سبيل ذلك كل أطرها الصحية للسهر على تتبع ومراقبة استجابة مرضى كوفيد-19 للبروتوكول العلاجي على أساس «الكلوروكين» بكل المراكز الاستشفائية العمومية والعسكرية على الصعيد الوطني.
كفاءات علمية وتقنية
شددت الوزارة على أنها، بالإضافة إلى توفرها على نظام معتمد لتتبع ومراقبة جودة وسلامة الأدوية من خلال مصالح مديرية الأدوية والصيدلة، تتوفر كذلك على كفاءات علمية وتقنية من أساتذة الطب وأطر صحية معترف بها عالميا للاعتماد الاستباقي للبروتوكول العلاجي المذكور على أساس «الكلوروكين» بقرار سيادي ومستقل وآمن. وذكرت الوزارة بأن الدورية الوزارية رقم 22 الموجهة إلى مهنيي الصحة بتاريخ 23 مارس الجاري تضمنت توصيات اللجنة العلمية المذكورة في شأن شروط وكيفية استعمال هذا البروتوكول العلاجي، وذلك من أجل تدبير وطني عقلاني وآمن لمخزون الدواء المذكور بمختلف وحدات التموين على مستوى جميع المديريات الجهوية للصحة. وطمأنت الوزارة المصابين بأمراض مزمنة، والذين يستعملون أدوية تحتوي في تركيبتها على مادة «الكلوروكين»، أن بإمكانهم الحصول على حاجتهم من الأدوية المذكورة، مجانا وبصفة استثنائية، من الصيدليات الجهوية والإقليمية بمختلف المصالح الخارجية للوزارة القريبة من مقر سكناهم، وذلك بعد الإدلاء بملفهم الطبي.
من جهته، أكد الفرع المغربي لشركة «سانوفي» الفرنسية، أن الشركة المغربية تلقت طلبا من وزارة الصحة وقامت بتسليمها مخزونها الكامل من دواء «نيفاكين» و«بلاكنيل» المخصصين لمعالجة الملاريا. وأفاد مصدر من الشركة بأن هذه الأخيرة قادرة على صناعة المزيد من الكميات المطلوبة لتغطية أي خصاص محتمل. وأوضحت الشركة أن نيفاكين (كلوروكين سولفات)، الذي يوصف في العلاج والوقاية من الملاريا والمنتج من قبل مصنع «سانوفي بالمغرب»، لديه رخصة التسويق صالحة فقط بالسوق المغربية، مؤكدةً أنه موجه حصريا للسوق المغربية وغير معني بالتصدير.
مخزون محلي ومستورد
أكدت مديرة مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة، بشرى مداح، أول أمس الأربعاء بالرباط، أن المغرب يتوفر حاليا على مخزون من دواء الكلوروكين المصنع محليا والمستورد، وتم توزيع هذه الأدوية على المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات الجهوية والإقليمية، وأوضحت أن وزارة الصحة حرصت، عقب قرار اللجنة العلمية والتقنية باستخدام هذا الدواء لعلاج المصابين بفيروس كورونا، على أن توفر بصفة استعجالية كل الوسائل اللازمة لضمان التفعيل الدقيق والآمن لهذا القرار.
وفي تصريح مماثل، قال مدير المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، مولاي هشام عفيف، إن «استعمال دواء كلوروكين يتم على نطاق واسع في العديد من الدول عبر العالم، على غرار الصين والولايات المتحدة وتونس وفرنسا وغيرها»، مشيرا إلى أن «استعمال هذا الدواء في هذه الدول أعطى نتائج واعدة وفق البروتوكول الخاص بعلاج المرضى المصابين بكوفيد-19». وسجل عفيف أنه «بالنسبة للدواء كلوروكين/هيدروكلوروكين فهو دواء معروف عند الأطباء على اعتبار أنه يستعمل منذ سنوات لعلاج أمراض مزمنة مثل التهاب المفاصل والأمراض المناعية الأخرى»، موضحا أن «استعماله في هذه الحالات يكون لمدة طويلة تحت مراقبة طبية متخصصة وصارمة. كما أن المضاعفات الجانبية المرتبطة باستعماله والوقاية منها معروفة أيضا لدى الأطباء»، ونوه إلى أن هذا الدواء «تم استعماله بعد اتفاق وزارة الصحة مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة، خلال اجتماع مشترك بين الجانبين بمقر الوزارة في 20 مارس الجاري».
وأكد عفيف أن اللجنة العلمية ارتأت بأن هذا الدواء «يجب استعماله عند المغاربة المصابين بكوفيد-19 كي تكون هناك نجاعة في علاجهم، وذلك على ضوء النتائج الإيجابية المثبتة على الصعيد العالمي لهذا الدواء في علاج هذا المرض»، مشددا على أن «اللجنة العلمية اتخذت هذا القرار بطريقة سيادية ومستقلة وآمنة بالنسبة للمرضى».