تفاصيل تطورات القصف الإسرائيلي البري والبحري على غزة
تواصلت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة، ردا على صواريخ الفصائل الفلسطينية المنطلقة من القطاع، موقعة 25 قتيلاً، بينهم 9 أطفال، كما أصيب أكثر من 100 فلسطيني، وفق وزارة الصحة بغزة.
واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية مبنى الإدارة المدنية في جباليا شمال القطاع تزامنًا مع قصف من الزوارق الحربية غرب غزة، فيما استمرت الفصائل الفلسطينية في إطلاق رشقات صاروخية تجاه البلدات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع.
أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استشهاد اثنين من قيادييها في غارة إسرائيلية أمس الثلاثاء استهدفت شقة في برج سكني غرب مدينة غزة.
وأوضح مصدر طبي: “وصل إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة شهيدان وثمانية مصابين آخرين بينهم امرأة وطفلاها”، مشيرا إلى أن أحد المصابين حالته “حرجة”.
من جانبها، قالت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس في بيان مقتضب، إن غارة إسرائيلية “استهدفت هدفا كان يتواجد فيه مجاهدونا في إطار رفع الجهوزية والاستعداد ويوجد لدينا شهداء ومفقودون” دون مزيد من التفاصيل.
وحتى فجر أمس الثلاثاء، استشهد 25 فلسطينيا، بينهم 9 أطفال، وأصيب ما لا يقل عن 822 بجراح، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وفق وزارة الصحة وجمعية الهلال الأحمر الفلسطينيين.
استبعاد للحرب البرية
أعلنت الحكومة الإسرائيلية المصغرة أنها أعطت الضوء الأخضر لشن سلسلة غارات متواصلة على غزة، إلا أنها استبعدت العمل العسكري البري.
وقال المتحدث باسم الجيش جوناثان كونريكس في تصريحات للصحافيين «قصفنا 130 هدفًا عسكريًا، غالبيتها لحركة حماس»، مضيفًا «وفقًا لتقديراتنا، قتل 15 ناشطًا تابعين لحركة حماس والجهاد الإسلامي».
وأضاف أنّه لغاية قرابة منتصف الليل بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت من قطاع غزّة على إسرائيل أكثر من 250 صاروخًا، اعترضت منظومة القبّة الحديدية المضادّة للصواريخ «عشرات» منها.
كما كشف الجيش الإسرائيلي عن أن مقاتلاته ما زالت تشن هجمات على نفق تابع لحماس في القطاع، مشيرًا إلى أن قواته استهدفت منصتي صواريخ وموقعين عسكريين.
وقالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية إن “غانتس أوعز باستمرار الهجمات على قطاع غزة بعد جلسة تقييم أمنية”.
من جهتها، أفادت القناة الإخبارية الإسرائيلية “13” بأنه “تم استدعاء جنود من الجيش الإسرائيلي لتعزيز الأمن في التجمعات القريبة من قطاع غزة”.
تهديد وموافقة على قصف جوي
اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المسلحين الفلسطينيين بتجاوز “الخط الأحمر” بعد إطلاق مكثف للصواريخ من قطاع غزة في أعقاب اشتباكات في البلدة القديمة بالقدس. وقال نتنياهو في كلمة ألقاها في القدس إن “المنظمات الإرهابية في غزة تجاوزت الخط الأحمر مساء يوم القدس وهاجمتنا بالصواريخ في ضواحي القدس”. وتابع نتنياهو “إسرائيل سترد بقوة كبيرة.. لن نتسامح مع أي هجوم على أراضينا وعاصمتنا ومواطنينا وجنودنا ومن يهاجمنا سيدفع ثمنا باهظا”. كما حذر نتنياهو المواطنين الإسرائيليين وطالبهم بالاستعداد لاستمرار الصراع الحالي لفترة أطول.
وقال مسؤول إسرائيلي إن مجلس الوزراء الأمني رفيع المستوى في إسرائيل وافق الاثنين على قصف جوي مكثف على غزة في أعقاب إطلاق صواريخ، لكن لم يوافق على توغل بري. وأضاف المسؤول، بحسب موقع “يديعوت احرونوت ” الإلكتروني، “يجب توجيه ضربة قوية لحماس، ومع ذلك، يتفهم الجميع محدداتنا”. “ليست لدينا رغبة في حروب كبيرة”. وأعرب المسؤول عن أمله في أن ينتهي تصعيد الأعمال العدائية في غضون يومين أو ثلاثة أيام. وجاء تصريح المسؤول بعد اختتام اجتماع طارئ لمجلس الوزراء الأمني وسط تصعيد مع الفلسطينيين.
وكانت إسرائيل أعلنت تحويل حركة الطائرات من مطار بن غوريون في تل أبيب (وسط)، كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي فرض “وضع خاص” على كل البلدات والمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بغزة في دائرة قطرها 80 كيلومترا.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق عدد من الطرق الرئيسية في المستوطنات القريبة من قطاع غزة، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن هذه الخطوة تأتي تحسبا لإطلاق صاروخ مضاد للدروع من القطاع على سيارة إسرائيلية.
“أكثر من مئة صاروخ”
انتقل التوتر في القدس المحتلة إلى قطاع غزة، بعد أن منحت “الغرفة المشتركة” في القطاع، إسرائيل مهلة حتى 15:00 (ت.غ) من مساء الاثنين، لسحب جنودها من المسجد الأقصى وحي “الشيخ جراح” بمدينة القدس المحتلة والإفراج عن المعتقلين.
مسؤول في “الغرفة” طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة فرانس برس قال إنه “تم إطلاق أكثر من مئة صاروخ في اتجاه العدو، من بينها رشقات صاروخية في اتجاه القدس المحتلة، وتل أبيب وعسقلان ردا على العدوان الإسرائيلي في الشيخ جراح والمسجد الأقصى”.
ووقعت في وقت سابق مواجهات بين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في ساحة الاقصى خلفت اكثر من 300 جريح.
وتشهد القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل اشتباكات عنيفة منذ يوم الجمعة. واندلعت الاحتجاجات الأخيرة بسبب التهديد بطرد حوالي 30 فلسطينيا من منازلهم في حي الشيخ جراح.
عملية “سيف القدس”
نفذت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة حماس- وفصائل فلسطينية أخرى فجر أمس المزيد من الضربات الصاروخية على مستوطنات متاخمة لغزة، وسط دوي لصفارات الإنذار، وذلك ضمن عملية أطلقت عليها اسم “سيف القدس”.
وكانت فصائل المقاومة أعلنت أنها أطلقت 100 صاروخ باتجاه إسرائيل، بما في ذلك 7 على مدينة القدس، واستهدفت بقية الصواريخ عسقلان وسديروت ومستوطنات بمنطقة غلاف غزة، في حين تحدث الجيش الإسرائيلي عن إطلاق نحو 200 قذيفة صاروخية، مشيرا إلى أن القبة الحديدية اعترضت عشرات منها.
وفي مواجهة التهديدات الإسرائيلية توعدت كتائب القسام إسرائيل برد مؤلم يفوق توقعاتها إذا أقدمت على قصف منشآت مدنية أو منازل في غزة.
وقال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام إنه إذا لم يفك العدو الحصار عن المرابطين المعتكفين بالمسجد الأقصى فلينتظر رد المقاومة.
وكانت كتائب القسام أعلنت أنها وجهت الاثنين “ضربة صاروخية للعدو في القدس المحتلة ردا على جرائمه وعدوانه على المدينة المقدسة”.
وقالت كتائب القسام إن هذه الضربة نفذت بصواريخ تحمل رؤوسا متفجرة بقدرة تدميرية عالية.
وأضافت أن الصواريخ التي تم توجيهها للقدس يصل مداها إلى 120 كيلومترا، مشيرة إلى أنها تدخل الخدمة بشكل معلن لأول مرة.
وعقب إطلاق صواريخ المقاومة أصدر قائد شرطة القدس أمرا بوقف مسيرة المستوطنين التي كان يفترض أن تعبر البلدة القديمة، وذلك بعد سماع دوي صفارات الإنذار في المدينة، وأظهرت لقطات فيديو تفرق المستوطنين المشاركين في المسيرة عند سماعهم الصفارات.
من جهتها، قالت الغرفة المشتركة للمقاومة -في بيان- إنها تحذر الاحتلال من التمادي في عدوانه، وإنه آن الأوان له أن يدفع فاتورة الحساب.
وبينما أكدت حركة حماس أن المقاومة ستبقى في حالة اشتباك دائم مع الاحتلال طالما استمر عدوانه قالت حركة الجهاد الإسلامي إن “العدو بدأ العدوان على القدس، وإذا لم يتوقف هذا العدوان فلا معنى للجهود السياسية لوقف إطلاق النار”.
وقد نشرت سرايا القدس (الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي) تسجيلا مصورا يظهر ما قالت إنها لحظة استهدافها أول أمس الاثنين عربة عسكرية إسرائيلية في شرق بيت حانون على حدود قطاع غزة.
وأضافت سرايا القدس أن العربة العسكرية التي استهدفتها كانت تقل وفدا عسكريا برئاسة مسؤول وحدة المعلومات في فرقة غزة.
حظر تحرك الدبلوماسيين الأمريكيين بالقدس
تعليقا على أحداث القدس قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض يوم الاثنين إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تشعر بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف في إسرائيل في ظل احتدام التوتر مع الفلسطينيين في القدس.
وبسبب الاشتباكات الأخيرة، منعت السفارة الأمريكية في إسرائيل موظفيها من دخول البلدة القديمة حتى يوم الأحد. ونصحت السفارة أعضاء البعثة الدبلوماسية بالبقاء في المنزل ما بين الساعة 7 مساءً بالتوقيت المحلي والساعة 8 صباحًا من صباح اليوم التالي، بحسب ما جاء في بيان للسفارة بشأن الوضع الأمني.
وأضافت السفارة أن موظفيها في جميع أنحاء البلاد مطالبون بالابتعاد عن الزحام والمناسبات والأحداث الكبيرة.
الاتحاد الأوروبي يدعو للتهدئة
دعا جوزيب بوريل مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي أول أمس الاثنين إلى التهدئة في القدس الشرقية.
وقال بوريل في مؤتمر صحفي “الوضع في ما يتعلق بطرد العائلات الفلسطينية… مبعث قلق كبير. مثل هذه الإجراءات غير قانونية بموجب القانون الدولي وتؤدي فقط إلى تأجيج التوتر على الأرض”.
اجتماع لمجلس الأمن
اجتمع أمس مجلس الأمن الدولي بشكل عاجل لبحث المواجهات في القدس لكن أعضاءه لم يتفقوا على إصدار إعلان مشترك، إذ اعتبرت الولايات المتحدة أنه من “غير المناسب” توجيه رسالة عامة في هذه المرحلة، وفق دبلوماسيين.
وقالت المصادر نفسها إن المفاوضات ستستمر بشأن نص يُتوقع أن تخفَّف لهجته مقارنة بالوثيقة الأولية التي اقترحتها النرويج على الأعضاء الخمسة عشر في مجلس الأمن الذي دعته تونس للانعقاد.
وطالبت مسودة الإعلان التي قُدمت بالاشتراك مع تونس والنرويج والصين، “إسرائيل بوقف أنشطة الاستيطان والهدم والطرد” التي تلحق بالفلسطينيين “بما في ذلك في القدس الشرقية”. ووفقًا للدبلوماسيين، لا يزال من الممكن تخفيف لهجة النص.
كما تضمنت الوثيقة إعراب المجلس عن “قلقه البالغ إزاء تصاعد التوترات وأعمال العنف في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية” حيث خلفت المواجهات مئات الجرحى خلال يوم الاثنين وحده.
وشهدت القدس الشرقية أعنف اشتباكات منذ عام 2017 منذ يوم الجمعة، حيث أصيب أكثر من 300 شخص في اشتباكات بين قوات الأمن الإسرائيلية يوم الاثنين بعد أن أغلقت الشرطة الإسرائيلية عدة قطاعات في المدينة القديمة لمنع التجمعات في الجزء الشرقي من القدس الذي يتسم بصبغة عربية منذ بدء شهر رمضان الحالي، وهو ما زاد من غضب الفلسطينيين، بالإضافة إلى تهديد السلطات الإسرائيلية بعض العائلات العربية بطردها من منازلها في حي الشيخ جراح في القدس.
ووقعت الاشتباكات قبل ساعات قليلة من مسيرة لليهود تم التخطيط لها بعد الظهر لإحياء ذكرى الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية في حرب الأيام الستة عام 1967. تم إلغاء المسيرة بعد فترة وجيزة بسبب الوضع الأمني.
الوضع في المسجد الأقصى
أدى المعتكفون في المسجد الأقصى صلاة الفجر أمس الثلاثاء بعد انسحاب قوات الاحتلال عقب مواجهات عنيفة اندلعت على إثر اقتحامه للمرة الثانية خلال ساعات من قبل الجنود الإسرائيليين.
كما دخل المصلون فجر اليوم إلى باب حطة وهم يكبرون في ظل غياب جنود الاحتلال الإسرائيلي.
بدوره، أكد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني في تصريحات نقلتها وكالات للأنباء انسحاب قوات الاحتلال بشكل كامل من ساحات المسجد الأقصى إلى خارج بواباته الرئيسية.
وقد شهدت الضفة الغربية مسيرات تضامن مع القدس والمسجد الأقصى تخللتها مواجهات مع قوات الاحتلال أصيب فيها نحو 200 فلسطيني، وفق الهلال الأحمر الفلسطيني.
زيارة دبلوماسية لحي الشيخ جراح
زار عدد من القناصل والدبلوماسيين الأوروبيين، الثلاثاء، حي “الشيخ جراح” بالقدس الشرقية؛ للاجتماع مع العائلات الفلسطينية المهددة بإخلاء منازلها لصالح مستوطنين.
وأفاد صحافيون بأن الدبلوماسيين الأوروبيين يتقدمهم مبعوث الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، وقناصل فرنسا، والسويد، وإسبانيا، وإيطاليا.
وليست هذه المرة الأولى التي يزور فيها قناصل ودبلوماسيون أوروبيون “الشيخ جراح”؛ حيث اعتادوا على زيارته من آن لآخر، بشكل جماعي أو فردي، وكانت آخر زياراتهم منذ نحو شهر.
لكن هذه الزيارة تتزامن مع اعتداءات إسرائيلية متصاعدة في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وحالة توتر متصاعدة ساهمت فيها مساعي طرد سكان الحي.
وتواجه 12 عائلة خطر الإخلاء من منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين بموجب قرارات صدرت عن محاكم إسرائيلية.
ويقول السكان إنه في حال تنفيذ قرارات الإخلاء فإنها ستشكل خطرا على العائلات التي تقيم في 28 منزلا منذ عام 1956.