محمد أبطاش
كما كان متوقعا، أعلن، يوم الأربعاء الماضي، بشكل رسمي عن تأجيل تشكيل مكتب مجلس مقاطعة طنجة المدينة، على خلفية غياب النصاب القانوني، مما أثار الكثير من التساؤلات بخصوص التحالف الثلاثي بين الأحرار و«البام» والاستقلال، من إمكانية الحصول على أغلبية مطلقة على رأس هذه المقاطعة.
وفي هذا الصدد، أظهرت انتخابات هذه المقاطعة ما يشبه انفصاما داخليا بحزب الاتحاد الدستوري، بعد أن بات الحزب منشطرا إلى نصفين، حيث يدعم طرف فيه أحزابا بعينها، بينما يدعم الطرف الثاني أحزابا أخرى، مما يجعل هذا الحزب يسير نحو التفكك قبيل الإعلان الرسمي عن تشكيل المجالس، خصوصا بعد فقدان عبد السلام العيدوني لرئاسة مقاطعة بني مكادة، في مقابل تصويت حزبه على أغلبية الأصالة والمعاصرة بمجلس طنجة.
وفي السياق نفسه، قال مصدر مطلع على خبايا تشكيل المجلس إن ما صدر عن الحزب الاشتراكي الموحد بطنجة، كذلك، بكل من مقاطعة طنجة المدينة ومقاطعة بني مكادة، غير واضح للجميع، لأنه كان هناك اعتقاد بأنه من الممكن أن يحقق نوعا من الفارق، لكنه لم يحدث، كما يعتقد الجميع أن تواجد الحزب الاشتراكي الموحد في المؤسسات المحلية المنتخبة قد تكون له بعض الفوائد، طبعا إلى جانب فاعلين آخرين، «في انتظار أن تتضح الصورة أكثر إيجابا أو عكسا، وهذا ما لا نتمناه»، يقول المصدر.
وشدد المصدر نفسه على أن غياب الاشتراكي الموحد عن عملية انتخاب رئيس ومكتب مقاطعة طنجة المدينة، غير واضح تماما، و«مبرر الغياب غير مقنع أيضا، والمعلن حتى الآن من كون الغياب كان حتى لا يكون هناك ميل لجهة على أخرى، في حين أن الغياب أحدث الفارق، وأعطى فرصة لهذا الطرف على حساب طرف آخر، خاصة وأن الأصل هو الحضور، ثم إن الحزب، على ما يبدو في جميع الحالات، اصطف في المعارضة، فلماذا هذا الغياب الذي فهمه كل واحد بطريقته.»
يشار إلى أنه تم، يوم أول أمس، الحسم بشكل رسمي في انتخاب رئيس مقاطعة بني مكادة، حيث انتخب محمد الحمامي عن حزب الاستقلال رئيسا لمقاطعة بني مكادة، بأغلبية ساحقة، إذ حصل على 30 صوتا مقابل أربعة أصوات لمنافسه عن حزب الاتحاد الاشتراكي، بينما تراجع عبد السلام العيدوني عن الترشيح بعد غيابه عن أشغال تشكيل المكتب في ظروف غامضة. وعارض حزب العدالة والتنمية ترشيح الحمامي، غير أنه اصطدم بعدد ضعيف من الأعضاء، حيث لا يتجاوز عدد الأعضاء عن «البيجيدي» ستة، وكان يراهن، كذلك، على الاتحاد الدستوري، غير أن غياب العيدوني أدى إلى تصويت بقية الأعضاء الحاضرين على الحمامي رئيسا للمقاطعة.