عن «لوموند» ووكالة فرانس برس
وفقا لعرض قدمته إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن الشخص المصاب بمتحور «دلتا» من فيروس كورونا ينقل الفيروس إلى ثمانية آخرين في المتوسط.
سوف يحكم متحور دلتا من فيروس كورونا قبضته، في غضون أسابيع قليلة، بسبب الاستهتار الصيفي، بما في ذلك في دول مثل الولايات المتحدة أو إسرائيل التي ظنت أنها في مأمن من الخطر، استأنفت، في منتصف الصيف، العمل بالإجراءات التقييدية.
تسبب وباء كوفيد -19 في مقتل أكثر من 4.2 ملايين شخص في جميع أنحاء العالم منذ نهاية عام 2019، وفقا لتقرير أعدته وكالة فرانس برس، الجمعة 30 يوليوز، بناء على الأرقام الرسمية التي قدمتها سلطات كل دولة. لكن منظمة الصحة العالمية تقدر أن هذه الأرقام يمكن أن تتضاعف إذا أخذ معدل الوفيات المرتبط بشكل مباشر وغير مباشر بالمرض في الاعتبار.
بيانات أمريكية تدق ناقوس الخطر
يضاهي متحور «دلتا» من فيروس كورونا فيروس الجدري في العدوى، وربما تكون له آثار أكثر خطورة من المتحورات السابقة، ويبدو أن الأشخاص المصابين ينقلونه بنفس القدر، سواء حصلوا على التطعيم أم لا، وذلك حسب وثائق رسمية أمريكية مبنية على دراسات علمية.
وتظهر هذه النتائج، في عرض تم تداوله داخليا بين مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الوكالات الصحية الرئيسية في الولايات المتحدة. هذه الوثائق التي كشفت عنها الواشنطن بوست تأتي مع تحذير من المسؤولين: «لقد تغيرت الحرب». واعتمدت مديرة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها روشيل والينسكي على البيانات الواردة في العرض من أجل الحث من جديد على ارتداء الكمامات في الأماكن المغلقة بالنسبة للذين حصلوا على التطعيم في المناطق الشديدة الخطورة.
وتستند الوثيقة، خصوصا، على تحليل أجري في «بروفينستاون»، في ولاية ماساتشوستس، حيث تم اكتشاف ما يقرب من تسعمائة حالة إصابة بفيروس كورونا بعد احتفالات العيد الوطني، التي أقيمت في 4 يوليوز، رغم أن ثلاثة أرباع المشاركين في الحدث حصلوا على اللقاح. ومع ذلك، لم يكن هناك «فرق» في الحمل الفيروسي في أنف وحلق الأشخاص الملقحين وغير الملقحين، وفقا للعرض الذي قدمته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. في المقابل، كان هناك عدد قليل من حالات دخول المستشفى (سبعة حتى الآن) عقب ظهور هذه البؤرة، فيما لم تسجل أية حالة وفاة، وفقا لما ذكره الموقع الإخباري «لوكال ماسلايف».
تقول سيلين غوندر، أخصائية الأمراض المعدية في جامعة نيويورك، إن هذه النتائج «هي العامل الرئيسي في تغيير توصيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها حول الكمامة… إنها ليست من أجل حماية الأشخاص الذين حصلوا على التلقيح، والذين في حالة إصابتهم بالفيروس سوف تظهر عليهم أعراض خفيفة أو لن تظهر على الإطلاق، ولكن تبين أن الأشخاص الملقحين يمكنهم أن ينقلوا العدوى إلى أشخاص آخرين».
بالإضافة إلى ذلك، تُظهر بيانات مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن إصابات الأشخاص الذين تم تطعيمهم ليست نادرة الحدوث كما كان يعتقد: «تم تسجيل 35000 إصابة مصحوبة بأعراض في الأسبوع من بين 162 مليون أمريكي تم تطعيمهم». وبناء على الدراسات الدولية، ترى مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن عدوى كوفيد-19، التي كانت تقارن في البداية بالأنفلونزا، تمكن مقارنتها الآن بمرض الجدري – شخص مصاب بمتحور دلتا ينقله إلى ثمانية آخرين في المتوسط - ولكن لا يزال أقل من معدل عدوى الحصبة.
النساء الحوامل عرضة لمتحور دلتا
حثت رئيسة القابلات في إنجلترا زملاءها على تشجيع النساء الحوامل على الحصول على اللقاح. وأكدت جاكلين دنكلي بينت على أن «اللقاح ضد كوفيد-19 يمكن أن يبقيك أنت وطفلك وأحبائك في مأمن وبعيدا عن المستشفى»، بينما شوهدت نسبة قليلة من النساء الحوامل حتى الآن يحصلن على اللقاح.
يأتي هذا التحذير بعد نشر «دراسة مقلقة» في جامعة أكسفورد الأسبوع الماضي تظهر أن 99٪ من النساء الحوامل اللواتي يدخلن المستشفى إثر إصابتهن بالفيروس لم يحصلن على التطعيم، وأن واحدة من كل عشر نساء حوامل في المستشفى تتطلب رعاية مركزة.
تشير الدكتورة ماريان نايت، رئيسة الدراسة، إلى «أنه لخبر سار جدا أن عددا قليلاً جدا من النساء الحوامل اللائي حصلن على التطعيم دخلن المستشفى بسبب كوفيد-19»، معتبرة أنه «من المقلق للغاية ملاحظة أن دخول النساء الحوامل إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا تتزايد، ويبدو أن هؤلاء النساء يتأثرن بشدة بمتحور دلتا «.
ووفقا للدكتورة، فقد أدخلت مائتا امرأة حامل إلى المستشفى بسبب فيروس كورونا في الأسبوع الماضي وحده في المملكة المتحدة. في المجموع، في البلاد، منذ بداية الوباء وحتى 11 يوليوز، دخلت 3371 امرأة حامل المستشفى مع ظهور أعراض المرض. تقول الدراسة، التي يجب أن تخضع لمراجعة الأقران، إن شدة حالتهن ساءت مع متحور دلتا.
يمكن للنساء الحوامل منذ منتصف أبريل تلقي اللقاح من شركة فايزر بيونتيك أو موديرنا، وتنصح الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد وكذلك الكلية الملكية للقابلات بتلقي اللقاح في أسرع وقت ممكن.
الصين تواجه أكبر موجة عدوى
حاولت الصين، يوم السبت، احتواء ما يبدو أنه أكبر موجة عدوى تسجل منذ عدة أشهر، وأعزت السلطات هذه الزيادة في الحالات إلى متحور دلتا، الموجود الآن في أربع عشرة مقاطعة.
ظهر في مطار «نانجينغ»، في وقت سابق من هذا الشهر، وأسفر عن إصابة تسعة عمال يقومون بتنظيف مقصورة طائرة من روسيا، وسرعان ما انتشر المتحور إلى أجزاء أخرى من البلاد. وإجمالا، سجلت البلاد 328 حالة إصابة جديدة في يوليوز، وهو العدد نفسه تقريبا في الفترة من فبراير إلى يونيو. انتشر الفيروس بشكل خاص في مدينة نانجينغ (في الشرق)، غير بعيد عن شنغهاي ، ومدينة تشانغجياجيه السياحية ، في مقاطعة هونان (في الجنوب).
وقال مسؤول من اللجنة الوطنية للصحة في جمهورية الصين الشعبية هي تشينغهوا للصحفيين «إن سرعة هذا الانتشار لا ترتبط فقط بالعدوى الشديدة للمتحور، ولكن أيضًا بذروة الموسم السياحي في البلاد، والذي يسير جنبا إلى جنب مع الاستخدام المكثف للنقل الجوي من قبل الصينيين.»
وخضع مئات الآلاف من الناس إلى العزل الصحي الآن في مقاطعة جيانغسو، والتي عاصمتها نانجينغ ، في حين أخضعت المدينة سكانها البالغ عددهم 9.2 ملايين نسمة إلى اختبارين للفيروس.
إذا تم اكتشاف الفيروس التاجي لأول مرة في ووهان (في وسط شرق البلاد) في نهاية عام 2019، فقد سيطرت الصين على الوباء إلى حد كبير بفضل تدابير الحجر الصحي وتطبيقات الهاتف المحمول لتتبع التحركات أو حتى الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى البلاد. كانت الحياة شبه طبيعية منذ ربيع عام 2020 ، ولم تسجل البلاد سوى حالتي وفاة بسبب كوفيد-19 منذ أبريل من العام الماضي.
صعوبات بعدة بلدان بسبب متحور دلتا
تلقت تونس، التي تواجه صعوبة كبيرة في مواجهة انتعاش جديد لوباء كوفيد -19، مليون جرعة من اللقاحات تبرعت بها الولايات المتحدة يوم الجمعة. إن تونس عاجزة عن وقف انتشار جديد للوباء، حيث تفتقر مستشفياتها إلى الأكسجين، وتوجد الآن في وضع حرج.
من ناحية أخرى، في بنغلاديش، كانت قد أعلنت الحكومة عن حجر للسكان حتى 5 غشت، إلا أنها أمرت للتو بإعادة فتح ورش الملابس، الضرورية لاقتصاد البلاد، مما أدى إلى رجوع عدد كبير من العمال الذين عادوا إلى قريتهم في غضون ذلك.
وفي أستراليا، دخل الإغلاق الصارم لمدة ثلاثة أيام حيز التنفيذ بعد ظهر يوم السبت في بريسبان، ثالث أكبر مدينة في أستراليا، وأجزاء من ولاية كوينزلاند.