كما توقعت «الأخبار»، قبل أيام، تمكنت البرلمانية السابقة المثيرة للجدل اعتماد الزاهيدي من الظفر برئاسة مجلس العمالة، لتخلف زميلها في الحزب زهير الزمزامي الذي نجح هو الآخر في الحصول على رئاسة المجلس الجماعي لتمارة، قبل يومين، بأغلبية مريحة.
فوز اعتماد الزاهيدي الحسناء القيادية بالأحرار على مستوى عمالة الصخيرات تمارة، لم يكن مفاجئا، وحسمه تحالف مكون من الأحرار والاستقلال والأصالة والمعاصرة، وفق ميثاق شرف تم توقيعه من طرف الهيئات السياسية الثلاث، دقائق فقط بعد الإعلان عن نتائج انتخاب تركيبة مجلس العمالة، التي أجريت بمقر العمالة تحت إشراف السلطات المختصة.
التحالف الثلاثي الذي امتثل لمنطق التحالف الحكومي، تكون من لائحة الأحرار التي ترأستها اعتماد الزاهيدي، والتي حصلت على خمسة مقاعد، والأصالة والمعاصرة بثلاثة مقاعد، ثم حزب الاستقلال بثلاثة مناصب، مفرزا بذلك أغلبية بإحدى عشر عضوا مقابل 10 مقاعد حصل عليها حزب الاتحاد الدستوري، الذي ترأس لائحته الرئيس الأسبق لجماعة القروية عين عتيق محمد المودن.
وتفاديا لأية مفاجأة، أو مناورة في جنح الظلام من فريق «الحصان» الذي تضاعفت أطماعه في التنافس والظفر برئاسة المجلس الإقليمي، بادرت الهيئات السياسية الممثلة في التحالف، إلى توقيع ميثاق شرف يلتزم بدعم اعتماد الزاهيدي ومن خلالها حزب الأحرار لترؤس مجلس عمالة الصخيرات تمارة. وجاء في بيان التحالف، أنه تبعا لمخرجات الانتخابات المهيكلة لمجلس عمالة الصخيرات تمارة، والتي جرت، أول أمس الثلاثاء، وتأكيدا للتوجهات الكبرى التي أكدت تحالفات وطنية بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال وحزب الأصالة والمعاصرة، وبناء على ما سبق، يضيف البيان، فقد قررت الأحزاب السياسية الثلاث تشكيل التحالف المسير لمجلس العمالة وفق هيكلة تمنح الرئاسة لاعتماد الزاهيدي عن حزب التجمع الوطني للأحرار الأحرار، ومنح حزب الأصالة والمعاصرة النيابة الأولى، والنيابة الثانية لحزب الاستقلال، فيما عادت النيابة الثالثة لحزب التجمع الوطني للأحرار، أما كتابة المجلس فقد تم منحها، حسب بيان التحالف، لحزب الاستقلال، فيما سيتكلف ممثل عن حزب الأصالة والمعاصرة بمنصب النيابة عن كاتب المجلس.
وأضاف الموقعون على بيان التحالف، أنهم توافقوا على مضمون هذه الوثيقة كميثاق شرف يلزم أطراف الاتفاق الثلاث على التحالف والعمل الجدي خدمة للصالح العام وساكنة العمالة.
وكانت اعتماد الزاهيدي البرلمانية السابقة قد فجرت فضائح بالجملة مرتبطة بتدبير حزب العدالة والتنمية للجماعة الترابية بتمارة وباقي الجماعات بتراب المملكة، قبل أن تحط الرحال بحزب الأحرار رفقة عشرات الشباب الذين آمنوا بمشروع التجمع الوطني للأحرار وانخرطوا فيه بكامل المسؤولية والمواطنة، وهو ما جعلهم يحظون بتفاعل كبير من طرف السكان والمنتخبين بمدينة تمارة، ارتباطا بجاذبية العرض السياسي للحزب وجديته في مساعي التغيير و»المعقول».
اعتماد الزاهيدي وفريق الشباب الذي انظم إليها، سيكون أمام محك كبير في تنزيل مشاريع تنموية شاملة ومندمجة بتراب العمالة ورفع حالة التهميش التي تعاني منها معظم الجماعات القروية على الخصوص، وكذا معالجة الاختلالات البنيوية المرتبطة بدور الصفيح وهشاشة البنيات التحتية وتطوير العرض الاجتماعي والاقتصادي وتعزيز البنيات التربوية والصحية والترفيهية ودور الثقافة وغيرها.
وتحدثت مصادر الجريدة عن أن «الكاريزما» التي تتميز بها اعتماد الزاهيدي بعد سنوات من تدبير الشأن المحلي والمشاركة السياسية البرلمانية، تجعلها الأفضل على مستوى المرشحين الذين تقدموا لشغل منصب رئيس مجلس العمالة، وهو ما ترتب عنه اطمئنان شعبي ورسمي منذ الإعلان، مساء أول أمس، عن وثيقة التحالف التي منحت الزاهيدي كامل الثقة للعمل إلى جانب يوسف إدريس المسؤول الترابي المجرب الذي نجح، منذ سنتين، في رسم برنامج متكامل للارتقاء بعمالة الصخيرات تمارة وتجاوز سنوات البياض التي عاشتها جل جماعاتها الترابية سواء القروية منها أو الحضرية.