في واقعة غير مسبوقة، سجلت المصالح الأمنية في ظرف 48 ساعة وقائع انتحار صادمة يومي الجمعة والسبت بكل من مدينتي طنجة وسلا، حيث قرر أربعة أشخاص الانتحار وسط ذهول عائلاتهم وعموم الرأي العام الوطني الذي تفاعل بشكل كبير مع أطوار وتداعيات هذه الفواجع، خاصة طنجة التي شهدت ثلاثة انتحارات لأشخاص وازنين يتقدمهم القنصل الفرنسي العام بالمدينة.
وانطلق سيناريو مآسي الانتحارات المسجلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بخبر انتحار طبيبة من مواليد مدينة خنيفرة سنة 1981، وكانت تشتغل قيد حياتها بأحد مستشفيات تطوان، حيث أقدمت على رمي نفسها من الطابق الخامس بأحد المجمعات السكنية التي تقطن بها شقيقتها بمدينة طنجة.
وتم فتح تحقيق من طرف السلطات الأمنية تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ملابسات الحادث ودواعي إقدام الطبيبة الشابة على الانتحار، في الوقت الذي أكد زملاؤها بالعمل ظهور علامات إصابتها باكتئاب خلال الفترة الأخيرة، مؤكدين على تفانيها في العمل منذ قدومها لمدينة تطوان من مدينة كلميم، وانخراطها ضمن الأطقم الطبية المكلفة بعلاج مرضى كوفيد.
وبعد ساعات قليلة على واقعة انتحار الطبيبة التي خلفت حزنا كبيرا وسط زملائها وعائلتها، اهتزت مدينة طنجة على وقع فاجعة انتحار جديدة أقدم عليها مسؤول دبلوماسي أجنبي رفيع المستوى، حيث تم العثور على المسؤول الأول عن قنصلية فرنسا بمدينة طنجة منتحرا وسط مقر القنصلية، وسط ذهول زملائه الدبلوماسيين الذين اكتشفوا جثته وربطوا الاتصال بمسؤوليهم بالسفارة الفرنسية بالرباط والمصالح الأمنية التي هرعت لعين المكان بكبار مسؤوليها معززة بمصالح الإدارة الترابية ومسؤول قضائي، كما حلت الشرطة العلمية بموقع الانتحار من أجل إنجاز المعاينة العلمية والتقنية لصالح البحث الذي باشرته عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن طنجة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، من أجل معرفة ملابسات الحادث، في انتظار نتائج التشريح الطبي الذي أمر الوكيل العام للملك بإجرائه على جثة الهالك الذي تم تعيينه قبل أسابيع فقط على رأس القنصلية الفرنسية بمدينة طنجة.
الانتحار الثالث الذي تم تسجيله بمدينة طنجة يتعلق بعميد شرطة في الخمسينات، حيث أكدت ولاية أمن طنجة أنه تم انتشال جثة العميد الذي كان على متن سيارته الخاصة من الحوض المائي لميناء طنجة المدينة من طرف مصالح الوقاية المدنية، مضيفة أن مصالح الدرك الملكي، المختصة مكانيا، فتحت بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لتحديد جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية.
وأضاف بلاغ رسمي لمديرية الأمن أنه، في مقابل ذلك، باشرت ولاية أمن طنجة بحثا إداريا في المحيط المهني والاجتماعي لموظف الشرطة المذكور، الذي كان يعمل بميناء طنجة المدينة، للوقوف على حقيقة وملابسات هذه النازلة.
وبمدينة سلا، اهتزت منطقة العيايدة، في وقت مبكر من صباح أول أمس السبت، على وقع انتحار صادم لشخص من مواليد 1960 يشتغل بوزارة العدل، حيث عثرت أسرته على جثته معلقة وسط منزله، وفتحت عناصر الشرطة القضائية تحقيقا عاجلا بأمر من النيابة العامة لمعرفة ملابسات الحادث.