أكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط أدانت، في وقت متأخر من ليلة أول أمس الاثنين، قاتل مواطنة أجنبية بسلا وتقطيع جثتها بالسجن المؤبد، فيما وزعت ست سنوات سجنا نافذا بالتساوي على شابين ساعداه على التخلص من أطراف جثة الضحية، بعد تقطيعها ووضعها في أكياس بلاستيكية كبيرة.
وحسب المصادر، فقد استأثرت محاكمة المتهمين الثلاثة المتابعين في هذه الجريمة البشعة باهتمام قضائي كبير، حيث خصصت لها الهيئة القضائية جلسات مطولة تخللتها مرافعات قوية لممثل الحق العام وهيئة الدفاع، كما اطلعت الهيئة على تسجيلات موثقة لسيناريو الجريمة بعد إعادته من طرف المتهم الرئيسي ومساعديه أمام المصالح الأمنية والقضائية المختصة، مباشرة بعد ارتكاب الجريمة وإيقافهم بمواقع متفرقة بمدينة سلا، قبل أن تحسم الهيئة القضية بإدانة المتهم الرئيسي بالسجن المؤبد وثلاث سنوات حبسا نافذا في حق شخصين آخرين، كشفت التحريات أنهما ساعداه للتخلص من أشلاء الجثة بعد تقطيعها.
وتفيد المعطيات المرتبطة بهذه الجريمة البشعة بأن المتهم الرئيسي وهو من مواليد التسعينيات، تصادف مع الضحية الأجنبية بكورنيش سلا، وعرضها للضرب بهدف الانتقام منها بحكم علاقة محتملة، قبل أن يقوم بقتلها وتقطيع جثتها بمنشار كهربائي، ويرمي الجزء العلوي بالقرب من منطقة «القواس» بسلا، فيما تكلف شخصان آخران بالتخلص من باقي أطراف الجزء السفلي للجثة، بتوجيه من المتهم الرئيسي، وقد أدانتهما المحكمة بثلاث سنوات لكل واحد منهما، بتهمة عدم التبليغ عن جريمة.
وكانت مصالح الأمن الإقليمي بسلا قد أشرفت، في مارس من سنة 2020، على عملية إعادة تمثيل الجريمة البشعة لقتل سيدة أجنبية والتنكيل بجثتها، ورمي جزء منها قرب أسوار طريق القنيطرة، حيث تبين من خلال السيناريو المشخص من طرف الأظناء وهم من ذوي السوابق القضائية في الجرائم العنيفة، بعد نقلهم إلى مسرح الجريمة، طريقة قتل الضحية وتقطيع جثتها من طرف المتهم الرئيسي، قبل أن يحمل شريكه جزءا منها ويضعه في غطاء بلاستيكي ويرمي به قرب أسوار طريق القنيطرة.
وارتباطا بالجريمة نفسها، أكدت المديرية العامة للأمن الوطني في بلاغ رسمي لها نشر مباشرة بعد وقوع الجريمة، أن عناصر المصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بمدينة سلا، كانت تمكنت في وقت قياسي من إيقاف شخصين يبلغان من العمر 24 و32 سنة، من ذوي السوابق القضائية العديدة في الجرائم العنيفة والسرقات، وذلك للاشتباه في تورطهما في قضية تتعلق بالقتل العمد والتمثيل بجثة الضحية.
وذكر المصدر ذاته أن مصالح الأمن بمدينة سلا كانت قد باشرت إجراءات المعاينة الأولية للجزء العلوي من جثة ضحية من جنس أنثى، تم العثور عليها ملفوفة ضمن غطاء بلاستيكي بالقرب من السور التاريخي المحاذي لمنطقة الأقواس المؤدية إلى مدينة القنيطرة، مضيفا أن الأبحاث والتحريات المكثفة التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية، قد مكنت من تحديد هوية المشتبه فيه المتورط في نقل هذه الجثة والتخلص منها خارج مسرح الجريمة، حيث تم اعتقاله، مساء اليوم نفسه الذي ارتكبت فيه الجريمة، وإخضاعه لبحث قضائي، قبل أن يتم إيقاف المشتبه فيه الرئيسي في ارتكاب هذه الجريمة، صباح اليوم الموالي، وتحديد مكان ارتكابها ببناية مهجورة قريبة من مكان التخلص من جثة الهالكة.