أفادت مصادر موثوق بها بأن الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط حسمت ملف عصابة الطريق السيار التي تسببت في مقتل أستاذة بعد رشق سيارتها بالحجارة.
وأصدرت المحكمة عقوباتها بإدانة ثلاثة أشخاص بـ45 سنة سجنا، نصيب المتهم الرئيسي منها 25 سنة سجنا، فيما وزعت على شريكيه في الجريمة 20 سنة سجنا، أي عشر سنوات لكل واحد منهما.
وسبق للهيئة القضائية بغرفة الجنايات الابتدائية أن أدانت الأظناء ابتدائيا بـ25 سنة سجنا نافذا لكل واحد منهم، وبعد تداول القضية استئنافيا عبر جلسات ماراطونية، تخللتها مرافعات قوية لدفاع المتهمين، وممثل الحق العام، احتفظت الهيئة للمتهم الرئيسي وهو من صاحب السوابق القضائية المتعددة بالعقوبة نفسها، فيما خفضت عقوبة المتهمين الآخرين من 25 سنة إلى 10 سنوات سجنا.
وتعود هذه الجريمة إلى 7 أبريل من سنة 2018، بعدما اهتز الطريق السيار الرابط بين تيفلت والرباط، وتحديدا بمقطع الطريق السيار الرابط بين سيدي علال البحراوي وتيفلت، على وقع مصرع سيدة أربعينية وهي أستاذة، بعد مهاجمة سيارتها الخفيفة ورميها بالحجارة بهدف السرقة، قبل أن تنقلب بها وتلفظ أنفاسها على الفور أمام أنظار قريبة لها كانت تقاسمها الطريق، خلال عودتهما من مدينة فاس إلى الرباط، عقب حضور عرس عائلي.
وكانت عناصر الدرك الملكي بالخميسات قد نجحت في إيقاف المتهمين الثلاثة الذين تسببوا في هذه الفاجعة، وضمنهم فرد من ذوي السوابق القضائية، حيث ساعدت الكاميرات المثبتة في جنبات الطريق السيار، وكذا بعض الأدلة الجنائية التي تم رصدها بعين المكان، في فك لغز هذه الجريمة خلال أربعة أيام، إذ تبين أن الأظناء كانوا يستعملون دراجة نارية كوسيلة نقل، لاستهداف السيارات انطلاقا من قنطرة موجودة على مستوى دوار مسلات، بجماعة آيت مالك بإقليم الخميسات، قبل أن تكشف الأبحاث التفصيلية التي باشرها قاضي التحقيق مع المتهمين تورطهم في ارتكاب هذه الجريمة الخطيرة، وهو ما تأكد لدى القضاء الجالس من خلال استنطاق الأظناء ووقائع الملف، حيث تمت إدانتهم ابتدائيا بعقوبات سجنية كبيرة بلغت 75 سنة، وتم تخفيضها استئنافيا، مساء الثلاثاء الماضي، إلى 45 سنة سجنا.