شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرمجتمع

تفاصيل إحداث أكبر مصنع لإنتاج اللقاحات ومنتجات البيوتكنولوجيا

يحظى بتمويل من ثلاثة أبناك مغربية وصندوق محمد السادس للاستثمار

محمد اليوبي

ترأس الملك محمد السادس، الخميس الماضي، بإقليم بنسليمان (جهة الدار البيضاء- سطات)، حفل إطلاق أشغال إنجاز مصنع لتصنيع اللقاح المضاد لـ«كوفيد-19» ولقاحات أخرى، ويتطلب إنجاز هذا المصنع تعبئة استثمار بحوالي 400 إلى 500 مليون أورو.

وقرر مجلس المنافسة منح الترخيص لعملية تركيز اقتصادي من أجل إنشاء مصنع ضخم لإنتاج اللقاحات ومنتجات التكنولوجيا الحيوية، بتمويل من صندوق محمد السادس للاستثمار، وثلاثة من أكبر البنوك الوطنية، وهي البنك المغربي للتجارة الخارجية، والبنك الشعبي المركزي، والتجاري وفا بنك، وسيشرف الخبير المغربي، سمير مشهور، على هذه العملية.

وسيتولى «صندوق محمـد السادس للاستثمار»، المساهمة في تمويل المشاريـع الاستثمارية، وتوزيع رأسمال الشركات ودعم أنشطة الإنتاج، وتم إحداث شركة تسمى «BAB Consortium S.A»، وهي شركة مجهولة الاسم، من أجل المشاركة في عملية التركيز الاقتصادي الحالية، من طرف تجمع بنكي مكون من كل من البنك المغربي للتجارة الخارجية في إفريقيا، والبنك الشعبي المركزي، والتجاري وفا بنك، كما تساهم في هذه العملية شركة «ريسيفارم» وهـي شركة مجهولة الاسم خاضعة للقانون السويدي، تعمل في مجال الأدوية، بالإضافة إلى الخبير المغربي سمير مشهور، المقيم بكوريا الجنوبية، والذي يقدم خدمات استشارية في إطار هذا المشروع، بشأن الاستراتيجية الخاصة بتصنيع اللقاح المضاد لوباء كورونا، ولقاحات أخرى بالمغرب.

وتم إحداث شركة مشتركة تسمى «سينسيو فارماتيك»، وهي عبارة عن شركة مجهولة الاسم خاضعة للقانون المغربي، تهدف إلى إحداث مصنع على شكل منظمة تصنيع تعـاقـدي متخصصة في أنشطة «التعبئة والإنهاء» (fill & finish)، لإنتاج اللقاحات ومنتجات التكنولوجيا الحيوية.

وحسب قرار مجلس المنافسة، فإن عملية الـتـركـيـز الاقتصادي، مـوضـوع الـتـبـلـيـغ، تندرج في إطار الإرادة الملكية بتمكين المملكة المغربية من التوفر على قدرات صناعية، وجعلها منصة رائدة في مجال التكنولوجيا الحيوية على نطاق القارة الإفريقية والعالم، من خلال صناعة «التعبئة والإنهاء» لإنتاج اللقاحات ومنتجات التكنولوجيا الحيوية، كما تهدف العملية إلى خلق فرص شغل وتوفير هياكل جديدة ذات قيمة مضافة عالية في مجال الصحة والتقنيات الحيوية مستقبلا. وستمكن العملية أيضا من وضع وتنفيذ استراتيجية وطنية بالتعاون مع وزارة الصحة، تهدف إلى تعزيز سيادة المغرب في مجال التلقيح، في حال تفشي جائحة أو وباء، وخلال جميع حملات التطعيم.

وحسب وزارة الصحة، فإن حجم الاحتياجات الوطنية من اللقاح، والتي لا تشمل اللقاح الخاص بمواجهة فيروس كورونا، يبلغ ما يقارب 21 مليون جرعة سنويا، ومن المتوقع أن يصل خلال سنة 2023 إلى ما يقارب 22 مليونا و200 ألف جرعة. كما أن نسبة استعمال اللقاحات في القطاع العام تبلغ تقريبا 95 في المائة، مقابل 5 في المائة في القطاع الخاص. وبالنسبة إلى اللقاح المخصص لمواجهة جائحة «كوفيد-19»، فقد بلغ عدد الجرعات المستعملة إلى غاية اليوم أكثر من 42 مليون جرعة.

وأكد سمير مشهور، الخبير الدولي في مجال البيولوجيا الصناعية، أن المملكة ستصبح في غضون أربع إلى خمس سنوات فاعلا أساسيا على الساحة الدولية في مجال تصنيع اللقاحات، بفضل مشروع وحدة تصنيع وتعبئة اللقاح المضاد لـ«كوفيد-19» ولقاحات أخرى بالمغرب. وأضاف مشهور أن هذا المشروع الاستراتيجي سيمكن المملكة بحلول سنة 2030، من التوفر على «القدرة العلمية اللازمة» في مجال البحث والتطوير، مما سيخول للمغرب، بمساهمة من الجامعات والمعاهد الوطنية، تطوير تكوينات، وإحداث دبلومات ستؤسس لمنظومة متكاملة في مجال صناعة اللقاحات.

وبخصوص هذه الوحدة الصناعية ببنسليمان، أوضح المتحدث ذاته أن هذا المشروع الذي يتضمن جزءا صناعيا وآخر خاصا بالبحث والتطوير، يتضمن ثلاث مراحل، مبرزا أن تدشين الوحدة الصناعية يشكل المرحلة الأولى منه. وأشار مشهور إلى أن المرحلة الأولى تروم تمكين المغرب من التوفر على قدرة إنتاجية لتعبئة وتغليف اللقاحات محليا، مسجلا أن هذه المرحلة ستكون جاهزة متم السنة الجارية 2022، مع بداية إنتاج عبوات تجريبية عند متم شهر يوليوز المقبل. وكشف أن المغرب سيتوفر، عند متم السنة الحالية، على قدرة إنتاجية تقدر بـ160 مليون وحدة (تتضمن محاقن وقارورات للسوائل)، أي ما يعادل 600 مليون جرعة (بمتوسط خمس جرعات لكل وحدة)، مؤكدا أن هذه القدرة الإنتاجية ستخول تغطية حاجيات سكان المملكة من اللقاحات.

وفي أفق سنة 2025، يضيف مشهور، سيتم الرفع من القدرة الإنتاجية لتبلغ 900 مليون وحدة، أي ما يعادل 6 إلى 9 مليارات جرعة، مبرزا أن هذا العدد يمكنه أن يلبي الاحتياجات العالمية في مجال اللقاحات. ولفت إلى أن بلوغ هذه القدرة الإنتاجية، في مجال تعبئة وتغليف اللقاحات، سيجعل المغرب يتبوأ المكانة الثانية أو الثالثة عالميا في هذا المجال.

أما بخصوص المرحلة الثانية من المشروع، فهي تهدف إلى تصنيع المادة الخام، وهي اللقاح بذاته، يقول مشهور، مشيرا إلى أن المرحلة الثالثة من هذا المشروع الهيكلي التي ستكتمل في أفق سنة 2025، تهم البحث والتطوير، و«الهدف منها هو خلق لقاحات ومنتوجات بيوتكنولوجية خاصة بالمغرب». واعتبر الخبير الدولي في مجال البيولوجيا الصناعية أن هذا المشروع «يتجاوز جائحة «كوفيد- 19»، لأنه يطمح إلى صناعة لقاحات مختلفة»، مسجلا أنه يمكن بعد استكمال المشروع «صناعة معظم اللقاحات المتداولة في المغرب»، وأضاف أنه في أفق سنة 2023، سيتمكن المشروع من إنتاج 60 في المائة من اللقاحات المتداولة بإفريقيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى