تعيين خريجين جدد ومسؤولين من العالم القروي ينهي زمن «احتكار» المناصب بالعاصمة الرباط
نجيب توزني
في حركة نوعية استقبلت العاصمة الرباط، صباح أول أمس الثلاثاء، 23 مسؤولا جديدا تم تعيينهم أخيرا لشغل مناصب المسؤولية بالإدارة الترابية بتراب العاصمة، وذلك في إطار الحركة الانتقالية الواسعة التي أفرجت عنها مصالح وزارة الداخلية قبل أسبوع، مقابل تنقيل حوالي 18 مسؤولا برتبة قائد وباشا قضوا سنوات عديدة بجهاز السلطة بنفوذ عمالة الرباط، وظلوا في منأى عن الحركات المتعاقبة بسبب إعمال مبدأ التراكم والحفاظ على الخبرات القديمة بارتباط مع خصوصيات العاصمة.
وهمت التعيينات الجديدة بالعاصمة الرباط، التي أعلن عنها الوالي محمد مهيدية خلال حفل تنصيب رجال السلطة الجدد الذي احتضنته القاعة الكبرى للولاية، بحضور كل فعاليات الجهة وكل ممثلي السلطات الأمنية والعسكرية والمؤسسات العمومية بالجهة، (همت) منصب الكتابة العامة للولاية الذي سيشغله الحبيب العلمي القادم من عمالة مكناس، ثم محمد بنعيسى رئيس دائرة بالولاية قادما من ورزازات، وكذا تعيين جمال الدين زهراوي رئيس ديوان جديد للولاية قادما من خنيفرة، كما تم تنصيب العديد من الباشوات والقياد على رأس مواقع ترابية يتواجد أغلبها بحيي يعقوب المنصور والرياض، حيث تم تعيين محمدين قاسمي رئيسا للمنطقة الحضرية ليعقوب المنصور، قادما إليها من عمالة وجدة- أنكاد، محمد الزين الذي كان يشغل مهمة بعمالة الرباط عين رئيسا لمنطقة أكدال- الرياض، محمد طاوس القادم من وجدة عين على رأس منطقة اليوسفية، أحمد فاضل من فاس عين رئيس منطقة حضرية مكلفا بملحقة حسان الثانية، مهدي بن شقرون خريج جديد من المعهد الملكي تم تعيينه على رأس ملحقة العكاري، محمد العاجل القادم من الحوز عين قائدا على ملحقة الصهريج بيعقوب المنصور، يجاوره بملحقة الأمل شكير زكريتي القادم من وزارة الداخلية، ثم عبد القادر النمرامي القادم من أزيلال إلى ملحقة الشبانات بيعقوب المنصور، عادل السرغيني من وزارة الداخلية لملحقة الرياض رقم 12، محمد الغازي من إقليم جرادة عين قائدا بملحقة البستان بحي الرياض، حميد المرزوقي من إقليم الشاون قائدا بملحقة التقدم 14، أمين زيكان من إقليم بوجدور قائد الملحقة 16 أبي رقراق، ثم إلهام حامي القادمة من فاس عينت على رأس الملحقة الإدارية 18 النهضة، امحمد الحديوي من العيون صوب الملحقة 19 ابن سينا الرياض، مهدي حرمي من فكيك إلى ملحقة عكراش، سيدي حمودي الإدريسي من عمالة طنجة- أصيلا إلى ملحقة الحزام الأخضر، كما تم تعيين مصطفى جدير قائدا بالولاية قادما من وجدة، وإيمان بديني الخريجة من المعهد بالولاية كذلك، وعبد المجيد المزياني خليفة قائد بالولاية قادما من الشاون.
وأكد محمد مهيدية، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، عامل عمالة الرباط، الذي ترأس حفل تنصيب رجال السلطة الجدد، أن هذه الحركة الانتقالية تجسد التنفيذ العملي للتعليمات الملكية السامية، مشيرا إلى أن ولاية جهة الرباط تعقد آمالا كبيرة على هذه النخبة الجديدة من رجال السلطة الذين سيستلهمون في أداء مهامهم ورسالتهم التعليمات السامية التي تشكل خارطة طريق لممارسة السلطة، وأيضا تقديرا لمهمة رجل السلطة لارتباط هذه المهمة بأمانة جليلة ومسؤولية جسيمة. وأوضح مهيدية أن هذه الحركة، بقدر ما جاءت لتجديد الاشخاص وإغناء الإدارة بالأطر المتخرجة، فهي مناسبة لتجديد الوعي والعزم والالتزام بالتوجيهات الملكية السامية في ما يتعلق بربط المسؤولية بالمحاسبة، وهو المبدأ الذي ينبغي أن يضعه كل رجل سلطة أمام عينيه ليتجنب كل تقصير في القيام بواجباته ومسؤولياته المهنية، مضيفا: «إن مهمة رجل السلطة مهمة وشريفة إذا أداها المسؤول بضمير وإخلاص وحكمة، فهي يجب أن تقوم على خدمة المواطن والوطن، فرجل السلطة الناجح هو الذي يتعرف بسرعة على منطقته الترابية ويتفاعل مع سكانها ويتقرب منهم بالإنصات المستمر والحوار البناء والتوصل الدائم، ومع المجتمع المدني والهيئة المنتخبة لحل المشاكل المطروحة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية». وأكد أن مهمة رجل السلطة لا تمارس من داخل المكاتب نظرا لطبيعتها المرتبطة بتدبير المجال، ورعاية مصالح السكان، حاثا رجال السلطة الجدد، في إطار تجسيد سياسة القرب، على الحضور اليومي والدائم في الميدان لملامسة الواقع من خلال الاقتراب من المواطنين والاستماع إليهم والإلمام بمشاكلهم وإشراكهم في إيجاد الحلول المناسبة، بما في ذلك ضمان الأمن وتحرير الملك العام ومحاربة البناء العشوائي، وتبسيط المساطر الإدارية وخلق الأجواء الملائمة للتحفيز والتشجيع على الاستثمار .