تعيينات الحكومة تُغرق جامعة أكادير بمنتمين لـ«الكتاب» و«المصباح»
كريم أمزيان
كشفت مقترحات التعيينات في مناصب عليا، صادق عليها المجلس الحكومي، الخميس الماضي، بخصوص قطاع التعليم العالي والبحث العلمي بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، خطة عمر حلي، رئيس جامعة ابن زهر، للتمهيد لتنصيب أحد مقربيه خلفا له.
وأكدت مصادر مطلعة تعيين محمد بلقاضي في منصب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة ابن زهر بأكادير، وعبد اللطيف لقنيفلي في منصب عميد الكلية متعددة التخصصات بتارودانت بجامعة ابن زهر.
ويأتي ذلك، وفق المصادر ذاتها، من أجل تمهيد الطريق لتوريث عمر حلي الرئاسة لرفيق دربه في حزب التقدم والاشتراكية عبد العزيز بنضو، الذي يشغل منصب نائب الرئيس، بعدما قضى ولايتين متتاليتين في منصب مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير، وخلفه نائب المدير السابق مديرا للمدرسة ذاتها، في شهر ماي الماضي.
وأومأت مصادر «الأخبار» إلى أن التعيينات الأخيرة تسير في اتجاه توفير محيط من الموالين لعبد العزيز بنضو في مناصب المسؤولية بمختلف المؤسسات التابعة لجامعة ابن زهر، من أجل تعبيد الطريق أمامه لتولي منصب الرئاسة لخلافة الرئيس الحالي.
وبالعودة إلى لائحة التعيينات الأخيرة، سيتضح، بحسب مصادر مطلعة، أن جل المعينين تابعون إما لحزب التقدم والاشتراكية أو لحزب العدالة والتنمية. فقبل تعيينات المجلس الحكومي الماضي، جرى في مجلس الحكومة ليوم 22 مارس، تعيين كل من عبد العزيز بلاوي في منصب عميد كلية الشريعة أيت ملول جامعة ابن زهر بأكادير، وحسان حامدي الذي تم استقدامه من جامعة مراكش، وهو صديق مقرب من عبد العزيز بنضو، وكان زميلا له في الدراسة، في منصب مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بكلميم. وفي اجتماع مجلس الحكومة ليوم 17 ماي الماضي، تم تعيين هشام محمد حمري مديرا للمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بأكادير، والذي كان يشغل منصب نائب المدير أثناء ولاية عبد العزيز بنضو الذي أصبح نائبا للرئيس.
وفي اجتماع مجلس الحكومة ليوم 28 يونيو الماضي، تم تعيين محمد واكريم في منصب مدير المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير، بعد أن أكمل ولايته الأولى على وقع فضائح متعددة، من أهمها إعادة تسجيل ستة طلبة مطرودين دون أي سند قانوني، إضافة إلى عدة خروقات على الصعيدين البيداغوجي والمالي.
وعلى ضوء هذه التعيينات، التي بلغت ستة في أقل من أربعة أشهر، كشفت المعطيات التي (حصلت عليها «الأخبار») أن اقتسامها كان بين حزبي التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية، في وقت مازالت هناك تعيينات تتعلق بمؤسستين جامعيتين، هما المدرسة العليا للتكنلوجيا بأكادير والمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بالداخلة، علما أن نتائج الترشيح لهاتين المؤسستين تم إعلانهما في اجتماع مجلس الجامعة لـ11 يونيو الماضي نفسه، مع نتائج الترشيح لكليتي الآداب وتارودانت، إلا أن مجلس الحكومة حسم في الكليتين وأجل التعيين في المدرستين، حيث رشح حلي ونائبه مقربين منهما للظفر بالمنصبين، على الرغم من الملاحظات التي تشوب سيرتهما.