أفادت مصادر مطلعة بأن رجال السلطة بطنجة تلقوا تعليمات ولائية بتحرير شوارع المدينة من قبضة «الفراشة»، الذين عادوا أخيرا إلى الواجهة، مستغلين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لسكان بعض الأحياء. وأوردت المصادر أن رجال السلطة بحي كسبارطا شرعوا، منذ الأسبوعين الماضيين، في إشهار العين الحمراء تجاه هؤلاء الباعة المتجولين، في حين شرعت سلطات منطقة بئر الشفاء من جانبها، منذ يوم الخميس الماضي، في حملة ضد هؤلاء. وأضافت المصادر أن الحملة التي شملت الحد من زحف الباعة بالتجوال بمنطقة بئر الشفاء خلال الأيام الأخيرة، خاصة مع مشارف شهر رمضان، وهي الحملة التي لقيت استحسانا واسعا من لدن أصحاب المحلات التجارية بشارع المملكة العربية السعودية، جراء التشويش الذي يتعرضون له من طرف الباعة، والمتمثل في التدخل المشترك. وانصبت بالأساس على إخلاء النقاط المعنية، وإزالة جميع الشوائب المعرقلة للولوجيات والممرات الرئيسية، بهدف الوقوف على ضمان حماية الملك العام.
ويساهم في هذه الفوضى بشكل مباشر بعض أصحاب المحلات الذين يعمدون إلى كراء المحلات، وينزلون إلى الشوارع لإعادة بيع منتوجاتهم، وهو ما دفع بالسلطات إلى التدخل وحجز عدد من السلع والخضروات، فيما تم تحرير محاضر قضائية لبعض منهم، بسبب رفض الامتثال لتعليمات السلطات المختصة.
وقالت بعض المصادر إنه ضمن المشاكل الموجودة بحي بئر الشفاء بخصوص هذا الملف، ما يتعلق بدور بعض المقاهي الموجودة بالشارع الرئيسي، التي يقوم أصحابها باحتلال الأرصفة والممرات دون أن يتركوا للمواطنين أي مجال للتحرك والتنقل بحرية، مما يدفع بهم في اتجاه قارعة الطريق وتعريض أنفسهم للخطر. ومن ضمن النماذج ما يعرفه شارع المملكة العربية السعودية، حيث إنه بسبب عملية التوسعة فوق الرصيف، فقد ساهم ذلك في التضييق على الطريق العمومية وإرباك حركة تنقل المواطنين الذين يصعب عليهم التوقف، فضلا عما يتعرضون له من مضايقات على يد بعض رواد المقهى. ويطالب السكان بتحرير الملك العام، من أجل الحد من هذه الظواهر التي تلحق الضرر بالجميع، كما تدوس على رقبة القانون.
طنجة: محمد أبطاش
