العيون: محمد سليماني
اضطرت إدارة المركز الاستشفائي الجهوي مولاي الحسن بن المهدي بالعيون إلى تعليق العمل بوحدتي المركب الجراحي، ومختبر التحليلات الطبية، التابعتين للمؤسسة الاستشفائية ذاتها إلى إشعار آخر. وبحسب إدارة المركز الاستشفائي، فإن اتخاذ هذا القرار جاء بسبب الاكتظاظ الذي بات يعرفه المستشفى نتيجة تطور الحالة الوبائية، وارتفاع حالات الإصابة بمرض «كوفيد- 19» بالمدينة. وفي هذا الصدد كذلك، فقد تقرر وضع الموظفين العاملين بوحدتي المركب الجراحي ومختبر التحليلات الطبية، رهن إشارة إدارة المستشفى.
واستنادا إلى المعطيات، فإن المستشفى الجهوي بات يعرف اكتظاظا كبيرا بخصوص أعداد المصابين الوافدين، الأمر الذي أضحى يؤثر على أداء وفعالية باقي الأقسام والمصالح الطبية، وهو ما يعني أن المرضى الآخرين وضحايا حوادث السير الوافدين على هذا المرفق الصحي لن يجدوا علاجا داخل المشفى، ولن يجدوا من يتكفل بهم، وذلك لأن أهم وحدتين داخل أي مركز استشفائي، والقلب النابض له، وهما مختبر التحليلات الطبية، والمركب الجراحي، أصبحتا متوقفين إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي سيعمق معاناة المرضى والمرتفقين، بل إنهم سيختارون مرغمين بالنسبة إلى الحالات الحرجة والمستعجلة التنقل نحو مدن أخرى، ونحو المصحات الخاصة لتلقي العلاجات الضرورية، وإجراء العمليات الجراحية المستعجلة على الخصوص، رغم التكاليف المالية الإضافية الباهظة.
وبحسب بعض المصادر المتطابقة، فإنه أضحى من اللازم بإقليم العيون تشييد مستشفى ميداني، تكون مهمته فقط التكفل بمرضى «كوفيد- 19»، بعد تعزيزه بالموارد البشرية اللازمة، في المقابل الاحتفاظ بالحالات الحرجة بالمستشفى الجهوي، مع فسح المجال لباقي المرضى للولوج إليه، دون شل أي مصلحة طبية.
وعلمت «الأخبار» أن مدينة العيون تعرف بعض التراخي في الآونة الأخيرة، بشأن التزام السكان بالإجراءات والتدابير الوقائية الضرورية، بحيث إن تجمعات كثيرة تقام في أغلب الأحياء، إضافة إلى تنظيم احتفالات وحفلات وأعراس بشكل عادي، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا، وتوافدها على المستشفى الجهوي الذي أضحى غير قادر على تلبية الطلب المتزايد من قبل هذه الفئة، بل إن بعض الحالات تفد عليه من طرفاية والسمارة وبوجدور.
واستنادا إلى الأرقام الرسمية، فإنه في، يوم الأحد الماضي، سجلت إصابة 88 شخصا بـ«كوفيد- 19» بإقليم العيون لوحده، وقبله بيوم واحد أصيب 186 شخصا بمدينة العيون، ما يعني أن مؤشر الإصابة في منحاه التصاعدي يوما بعد يوم، وهو ما سيؤثر باستمرار على أقسام ومصالح المستشفى الجهوي.