شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

 تعزيز التعاون بين المغرب وإسبانيا في مجالي النقل واللوجيستيك

يشمل تطوير شبكة السكك الحديدية ومشروع القطار السريع بين البلدين

لمياء جباري

 

اتفق المغرب وإسبانيا على تسريع تفعيل مذكرة التفاهم المرتبطة بالتعاون في مجالي النقل واللوجيستيك، والتي تم توقيعها في فبراير 2023 بمناسبة انعقاد الدورة 12 للاجتماع الرفيع المستوى بين البلدين.

 

النقل واللوجيستيك

 

عقد محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، يوم الاثنين 04 مارس الجاري بمقر الوزارة، اجتماع عمل مع أوسكار بوينتي سانتياغو، الوزير الإسباني للنقل والتنقل المستدام. وشكل هذا الاجتماع فرصة للطرفين للإشادة بجودة وتميز روابط التعاون التي تجمع بين المغرب وإسبانيا في مختلف المجالات، خاصة في قطاعي النقل واللوجيستيك.

خلال هذا اللقاء، تطرق الوزيران إلى الإجراءات المتخذة من طرف البلدين للاستعداد لعملية مرحبا 2024، وأكدا على ضرورة تضافر الجهود بين الطرفين لإنجاح هذه العملية التي تكتسي أهمية كبرى بالنسبة إلى المغاربة القاطنين بالخارج. وعلى مستوى النقل البحري، ثمن الطرفان الخطوات المتخذة لإطلاق الخط البحري بين مدينة طرفاية المغربية ومدينة بويرتو ديل روزاريو بجزر الكناري، وأشارا إلى الدور الهام الذي سيلعبه هذا الخط في تشجيع السياحة بالمنطقتين، وكذا تعزيز التبادل التجاري بين البلدين. وفي ما يخص النقل السككي، تناول الطرفان سبل تطوير التعاون الثنائي في هذا المجال عبر تدارس فرص استثمار الجانب الإسباني في المشاريع السككية المبرمجة من طرف المغرب، فضلا عن تشجيع التبادل التقني بين الفاعلين في القطاع السككي بالبلدين. وبالنسبة إلى قطاع النقل الطرقي للمسافرين والبضائع، أشاد الوزيران بالحوار المثمر والمستمر للجنة المشتركة المغربية الإسبانية للنقل الطرقي الدولي، كما تدارسا إمكانية تعزيز التعاون في هذا المجال من أجل الاستجابة لمطالب مهنيي هذا القطاع، الذي يلعب دورا حيويا بين البلدين في ما يخص نقل المسافرين والبضائع.

 

شبكة السكك الحديدية

 

أكد الوزير الإسباني أن «المغرب أطلق أخيرا مشاريع لتطوير شبكة السكك الحديدية، وتتطلع إسبانيا إلى المساهمة في هذا الورش، بالنظر إلى خبرتها في هذا المجال»، معربا عن استعداد بلاده لتقاسم تجربتها مع المغرب في مجال النقل السككي.

وسجل بوينتي سانتياغو أن علاقة إسبانيا بالمغرب تحظى بأولوية وأهمية بالغة، مضيفا أن المملكة تتيح إمكانيات كبيرة لتنمية المنطقة بأكملها، خاصة أمام الاتحاد الأوروبي، معربا عن «إعجابه بالدينامية التنموية التي أطلقها المغرب، البلد الجار والشقيق».

من جانبه، أوضح محمد عبد الجليل، وزير النقل واللوجيستيك، في تصريح مماثل، أن زيارة الوزير الإسباني شكلت مناسبة سانحة لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث سيعمل الجانبان معا على تطوير شبكة النقل السككي فائق السرعة في المغرب، وبحث آفاق التعاون في هذا المجال.

 

شركات إسبانية

 

نقلت مجموعة من الشركات الاسبانية المتخصصة في النقل مشاريعها إلى المغرب، كشركة «ESP Solutions» التي اختارت طنجة، من أجل تسهيل إرسال الصادرات المغربية إلى جميع أنحاء أوروبا، وتسهيل دخول البضائع. ووفق ما نشرته مصادر إعلامية إسبانية، فإن الشركة المذكورة تعتبر أن المغرب سوق صاعد، خاصة في قطاع الحمضيات والأسماك والأدوية، لهذا سيركز أسطول الشركة على هذا القطاع. وكشفت الشركة أنها تتوقع أن ما بين 15 و25 بالمائة من شاحناتها ستسافر عبر طرق تشمل مقر طنجة، مع ما يترتب على ذلك من زيادة في نشاط المجموعة.

وكان الوزير بوينتي قد نفى صحة ما تداولته عدد من وسائل الإعلام المغربية والإسبانية، بخصوص إعلان بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، عن أن مدريد ستستثمر 45 مليار دولار في مشاريع لتقوية البنية التحتية بالمغرب.

وأوضح عبر حسابه على منصة «إكس» أن المغرب سيستثمر 45 ألف مليون في بنيته التحتية، مشيرا إلى أن الشركات الإسبانية ستدخل سباق المنافسة للحصول على عقود في هذا الإطار. وأكد سانشيز، خلال ندوة صحافية في ختام زيارة عمل إلى المملكة، أن «إسبانيا تعد شريكا مرجعيا للمغرب باستثمارات متوقعة تناهز 45 مليار أورو في أفق 2050»، منوها بـ«التطور الإيجابي» للمبادلات التجارية بين البلدين.

وأبرز الوزير الإسباني أن الشراكة الاقتصادية الثنائية مدعوة لمزيد من التوطيد، خاصة في سياق التنظيم المشترك للبلدين مع البرتغال لكأس العالم لكرة القدم 2030. كما أشاد بـ«الجهود الكبيرة» التي يبذلها المغرب من أجل عصرنة اقتصاده، مبرزا إسهام المقاولات الإسبانية في هذه الجهود الرامية إلى تطوير الاقتصاد المغربي، سيما في مجالات النقل والطاقات المتجددة وتدبير الموارد المائية.

 

القطار السريع

 

في 21 فبراير الماضي، استقبل الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بالرباط، رئيس حكومة المملكة الإسبانية. وتندرج هذه الزيارة في إطار استمرارية الدينامية التي أطلقتها المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية، والتي تم تدشينها منذ اللقاء بين الملك محمد السادس، ورئيس الحكومة الإسبانية في أبريل 2022، والذي توج باعتماد البيان المشترك بين البلدين. وسبق أن وقع المغرب وإسبانيا مذكرتي تفاهم في فبراير 2023 لتحديد سبل التعاون في مجال النقل والبنية التحتية، مع التركيز على تطوير السكك الحديدية. وتنص مذكرة التفاهم على التعاون في مجال تطوير البنية التحتية للسكك الحديدية وصيانة القطارات والعربات، وتصميم ورش العمل، إلى جانب تدريب موظفي السكك الحديدية، وتنفيذ وتشغيل أنظمة إدارة حركة السكك الحديدية.

ويخطط الجانبان لإنجاز مشروع القطار السريع الذي سيقرب المسافة بين إسبانيا والمغرب عبر مشروع النفق البحري بين البلدين في غضون خمس سنوات، أي قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، والتي ستقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى