أكادير: محمد سليماني
ترأست فاطمة الزهراء عمور، وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، رفقة سعيد أمزازي، والي جهة سوس ماسة، أشغال المجلس الإداري لشركة التنمية الجهوية لإنعاش المقاولة السياحية- سوس ماسة.
واستنادا إلى المعطيات، فبعد مناقشة مجموعة من النقاط المدرجة في جدول الأعمال، والمتعلقة بتقدم برنامج دعم المقاولات السياحية الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة، وتعديل الغرض الاجتماعي للشركة ليشمل إدارة واستغلال، البنية التحتية نيابة عن الغير، وعرض مختلف قرارات لجان الاستثمار والتدقيق، ثم اقتراح المحاور الاستراتيجية لخطة العمل للفترة 2025-2027، والتي تهدف بالخصوص إلى تعزيز التنمية السياحية في الجهة، تمت المصادقة على تعديل النظام المؤطر لهذه الشركة، وذلك من أجل وضع مشروعين مهمين رهن تصرفها وتسييرها، والمتعلقين بمشروع سوق طهي وبيع السمك المسمى «باب المرسى»، بمدخل ميناء أكادير، ثم مشروع المنتزه الحضري «الانبعاث».
وحسب المصادر، فقد انتهت الأشغال تقريبا من بناء سوق طهي وبيع السمك منذ مدة، حيث اقتربت مرحلة تسليم المحلات التجارية إلى المستفيدين. وقد تم بناء هذا السوق الجديد بالمكان ذاته، في إطار عملية تهيئة وتأهيل لمدخل ميناء الصيد القديم بالمدينة، وذلك على مساحة 1,3 هكتار، بغلاف مالي يصل إلى 27,4 مليون درهم، حيث يتكون من سوق لبيع السمك يضم 117 مطعما للسمك، منها 78 مطعما بشرفة في الطابق الأرضي، و39 مطعما بشرفة في الطابق الأول، كما يتضمن المشروع أيضا ساحة للشواء، وفضاء للقراءة، إلى جانب تهيئة ساحة فسيحة.
من جهة أخرى، تتعالى مطالب عدد من المهنيين بضرورة التدقيق في هويات المسجلين ضمن لوائح المقبلين على الاستفادة من محلات تجارية لممارسة هذه المهنة بسوق السمك الجديد المزمع افتتاحه قريبا. وحسب المهنيين، فإن هذه اللوائح المتضمنة لأسماء الحرفيين النشيطين بسوق السمك القديم تحوم حولها شكوك كثيرة، بعدما تبين أنه تم تضمينها أسماء بعض الأشخاص الذين لم يكونوا يزاولون هذه المهنة بسوق السمك القديم، ولم يسبق أن زاولوها بهذا الفضاء.
وكانت جماعة أكادير قد هدمت المحلات التجارية المتخصصة في تقديم وجبات الأسماك، بمدخل ميناء أكادير، والتي كانت تشوه المنظر العام للمدينة، قصد تشييد فضاء ملائم على أنقاضها يليق بعاصمة سوس وزوارها، ذلك أن هذا المشروع يدخل في إطار المشاريع الكفيلة بتسهيل تعزيز جاذبية أكادير ورواجها، تماشيا مع مشاريع برنامج التنمية الحضرية لأكادير 2020-2024، خصوصا وأن هذا السوق يشهد إقبالا كبيرا من طرف سكان أكادير وزوارها.
وقبل الشروع في هدم محلات بيع أكلات السمك، قامت جماعة أكادير بترحيل جميع تجار هذا الفضاء، إلى ساحة مجاورة للمدارة المؤدية إلى قصبة «أكادير أوفلا» بشكل مؤقت، في انتظار انتهاء الأشغال بالفضاء الجديد، وذلك بعد الاتفاق مع التجار في اجتماع رسمي بحضور كل من النائب الأول لرئيس الجماعة، وباشا المدينة وممثلي شركة سوس ماسة تهيئة، وأرباب المطاعم، حيث جرى إطلاعهم على تفاصيل المشروع، ومدة إنجازه والحلة الجديدة التي سيكون عليها، كما تم بسط طريقة تدبير المرحلة الانتقالية نحو مكان العمل المؤقت.
إلى ذلك رحب أرباب المطاعم باعتماد المقاربة التشاركية لتدبير هذا الملف، كما عبروا عن ترحيبهم بالمشروع وأبدوا ملاحظاتهم التي نوهت بها شركة سوس ماسة تهيئة، وتعهدت بأخذها بعين الاعتبار خلال إنجاز المشروع، الذي سيتحول إلى معلمة سياحية في الأيام المقبلة، والتي ستنهي حالة الفوضى التي كان يعرفها هذا السوق الذي أصبح مشهورا على المستوى الوطني.