علمت «الأخبار»، من مصادرها، أن غياب التمويل وعجز الجماعات الترابية المعنية بإقليم العرائش عن توفير الميزانية المطلوبة، حسب الدراسات المنجزة من قبل مختصين، تسببا في تعثر وتأخر خروج مشروع مطرح إقليمي موحد لمعالجة وتثمين النفايات المنزلية، وذلك وسط استمرار شكايات السكان من الأضرار البيئية الناتجة عن المطارح العشوائية، وانتشار الروائح العطنة، وخطر تلوث الفرشة المائية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن رئيس الجماعة الحضرية للعرائش قرر الانتقال، بحر الأسبوع الجاري، إلى مكتب ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، من أجل بحث تسريع الإجراءات الخاصة بتنفيذ المشروع المذكور، والنظر في التنسيق بين المؤسسات المعنية، لدعم تمويل وتنفيذ مخطط الحفاظ على البيئة، وتثمين النفايات المنزلية، بشكل يمكن من خلاله الاستفادة منها في مجالات أخرى، تنزيلا للتعليمات الملكية السامية في موضوع الحفاظ على البيئة بصفة عامة، ومحاربة كل أشكال التلوث.
وأضافت المصادر ذاتها أن مصالح وزارة الداخلية بالعرائش تواصل بدورها تتبع تفاصيل تنزيل إجراءات، يمكن من خلالها تجاوز التعثر الحاصل في تنفيذ مشروع مطرح موحد لمعالجة الأزبال وتثمين النفايات المنزلية بعدد من الجماعات الترابية بالإقليم، حيث سبق الأمر بتسريع الدراسات الضرورية، والتنسيق مع مجموعة الجماعات المعنية، قصد إخراج المشروع المذكور والتغلب على إكراهات التمويل، وتداعيات جائحة «كوفيد- 19».
وكانت الحكومة السابقة تعهدت بتخصيص ميزانية مهمة لمشروع تأهيل المطرح الحالي لمدينة القصر الكبير (مطرح الصنادلة)، فضلا عن المساهمة بمبلغ 1.5 مليون درهم لإعداد المخطط المديري لتدبير النفايات المنزلية والمماثلة لإقليم العرائش، والذي تمت المصادقة عليه سنة 2017، حيث يتضمن إنشاء مطرح مراقب موحد لإقليم العرائش خصص له مبلغ 20 مليون درهم، إضافة إلى الالتزام بدعم الجماعات بالمساعدات التقنية لإعداد طلبات العروض المتعلقة بإنجاز مطرح مراقب لإقليم العرائش، وتأهيل وإغلاق المطارح العشوائية، لكن إلى حدود اليوم لم يتم الشروع في الأشغال، رغم تحديد القطعة الأرضية المناسبة، والانتهاء من مجموعة من الدراسات المطلوبة.
وتستمر معاناة العديد من سكان الجماعات الترابية بإقليم العرائش، بسبب قربهم من المطارح العشوائية، مع ما يتبع ذلك من تلوث وتأثير المخلفات المنزلية على الأراضي الفلاحية والفرشة المائية، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة، وخطر انتشار الأمراض والأوبئة، بسبب غياب المعايير المعمول بها لمعالجة النفايات، كما هو الشأن بالنسبة إلى مطارح أخرى بالشمال.
العرائش: حسن الخضراوي