المشروع كلف 7 ملايير وظل مغلقا لعشر سنوات
كشف مصدر مطلع لـ«الأخبار» أن مشروع قطب الجذب للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والرياضة والترفيه، الذي جرى بناؤه على مساحة تقارب 30 هكتارا، بالوعاء العقاري الذي تم اقتناؤه بغلاف مالي بلغ 336 مليون سنتيم، بالنفوذ الترابي للجماعة القروية القصيبية، بمنطقة التويرسة، التي يرأس مجلسها الجماعي، البرلماني عبد الواحد الراضي، بات «نقطة سوداء» في سجل المشاريع المتعثرة بإقليم سيدي سليمان.
وكان المشروع قد تم تمويله من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع وزارة الداخلية التي ساهمت بنحو ملياري سنتيم، والمجلس الجماعي للقصيبية الذي ساهم بقرابة 18 مليون درهم، وقد أشرف على إطفاء شمعته العاشرة، المؤرخة لفترة إغلاقه، والتي امتدت من بداية حقبة العامل السابق الحسين أمزال، الذي وصفه حينها بمشروع «الحلم»، إلى غاية فترة زميله «عبد المجيد الكياك»، (الذي يقترب من التقاعد).
وكلف إنجاز مشروع قطب الجذب الاقتصادي والترفيهي مبلغ سبعة ملايير سنتيم، جزء منه تم رصده من طرف مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، وخصص لأشغال حفر بئر، ناهيك عن مساهمة مؤسسة التعاون الوطني باعتمادات مالية مهمة، لفائدة إنجاز مركز جهوي للتكوين، يستهدف المهنيين والحرفيين والتعاونيات، داخل فضاء القطب.
وبحسب المعطيات التي حصلت عليها «الأخبار»، فإن تصميم البناء الخاص بمشروع قطب التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرياضة والترفيه، المؤشر عليه من قبل المصالح التقنية لعمالة سيدي سليمان، وغير المصادق عليه من طرف مصالح الوكالة الحضرية للتعمير، طرأت عليه تعديلات جوهرية. ويجري الحديث داخل أروقة عمالة سيدي سليمان عن محاولات تمرير عملية استغلال بعض المقاهي الموجودة وسط الفضاء، لفائدة الخواص، ويتم التفكير في إحداث محطة للبنزين، بمحيط المشروع، في حين أضحت الأكشاك الأربعة والعشرون عرضة للتآكل، مثلما هو الشأن بالنسبة إلى المسبح المنجز داخل فضاء القطب الترفيهي، من طرف الجماعة القروية القصيبية، التي أنشأت لها ملحقة إدارية بداخل القطب الترفيهي، وهو المشروع الذي كان من ضمن أهداف إنجازه، تنزيل مخططات برنامج الاقتصاد التضامني، والمساهمة في هيكلة التعاونيات الفلاحية، واحتضان قطب الجذب للمنافسات الرياضية على الصعيدين الإقليمي والجهوي، ناهيك عن جعله فضاء لاحتضان الأنشطة الخاصة ببعض إدارات المصالح الخارجية للوزارات، كمندوبية التعاون الوطني، وتنظيم معارض الصناعة التقليدية، واستغلال المسبح، وملاعب رياضية، إضافة إلى تمكين الخواص من استغلال ستة مقاه داخل الفضاء، وتخصيص جزء من مداخيلها لفائدة دعم الفرق المحلية لكرة القدم، بكل من سيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان.
وتجدر الإشارة إلى أن البطاقة التقنية للمشروع تضمنت تخصيص بعض الفضاءات لفائدة إدارة المياه والغابات، وتمكين جمعيات المجتمع المدني من استغلال قاعة للعروض، تصل طاقتها الاستيعابية إلى نحو 100 شخص، قبل أن يكون مصير المشروع الإغلاق لقرابة عقد من الزمن، وتحول جنباته إلى مستودع سيارات نقل المستخدمين، المملوكة لبعض المنتخبين بالإقليم، وسط ترقب للمهتمين بتدخل عاجل من طرف مصالح وزارة الداخلية، من أجل افتحاص صفقات المشروع، وتنزيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في حق جميع المتورطين، وإجراء افتحاص شامل لجميع صفقات المشاريع الممولة من مالية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس الإقليمي لعمالة سيدي سليمان، ومجلس مجموعة الجماعات الترابية بني احسن للبيئة.