النعمان اليعلاوي:
تشهد أزقة وشوارع المدينة العتيقة بسلا أشغال ترميم متواصلة منذ أشهر في ظل موجة غضب واسعة من السكان وأصحاب المحلات التجارية الموجودة بتلك الأزقة وخارج السور التاريخي للمدينة، والذين اشتكوا لـ«الأخبار» تأخر إنجاز الممرات والأرصفة الأرضية، ما يدفعهم إلى العبور وسط الأتربة، في الوقت الذي اضطر عدد من أرباب المحلات إلى إغلاق محلاتهم في انتظار إتمام الأشغال.
وقالت الدكتورة سارة حجي، وهي طبيبة وصاحبة عيادة بالمنطقة، إن «الأشغال التي تشهدها المنطقة منذ فترة وخلال أشهر تسير بوتيرة بطيئة جدا، في الوقت الذي بتنا أكبر المتضررين على اعتبار أن المنطقة أصبحت شبه مغلقة»، مشيرة، في اتصال هاتفي مع «الأخبار»، إلى أنه تمت مراسلة الجهات الوصية، من مجلس مقاطعة المريسة وجماعة سلا، بغرض التعجيل باستكمال الأشغال لعودة الحياة لطبيعتها «لكن دون رد».
في السياق ذاته، استنكر أرباب محال تجارية بشارع الحسن الثاني بمقاطعة المريسة ما اعتبروه «تماطل الشركة المعنية في استكمال أشغال تهيئة الشارع». وقال المشتكون إن الأوضاع الحالية حرمتهم حتى من ولوج محلاتهم، وأفقدتهم زبائنهم وباتت تهدد تجارتهم بالبوار»، موضحين أنه كان من الأجدى على الجهات الوصية على الأشغال «استغلال فترة الصيف من أجل التعجيل والإسراع بإتمامها»، وأن «الأشغال الحالية تتسبب في غلق الأزقة وتكسير الأرصفة القديمة وتهدد سلامة واجهة المحلات التجارية، ومنها ما سهر التجار على إعدادها وإصلاحها وتجهيزها برخام وباتت مهددة بالإزالة».
يشار إلى أن مدينة سلا استفادت من العديد من برامج التأهيل والتجديد، وذلك للمحافظة على التراث العريق للمملكة. وشكل برنامج تأهيل المدينة العتيقة 2014/2016 أحد أبرز البرامج التي استفادت منها المدينة العتيقة، إلا أن حجم الخصاص المسجل أبان عن حاجة المدينة إلى استكمال عمليات التجديد والتأهيل، من خلال برنامج إضافي يمكن المدينة من المحافظة على تراثها وتسويق مؤهلاتها الحضارية والثقافية والتاريخية، بما ينسجم والرؤية الملكية التي ترمي إلى العناية بالموروث الثقافي والتراث المعماري للمدينة القديمة ذات النسيج العمراني الأصيل.