كلميم: محمد سليماني
لا يزال مجموعة من الشباب المعطلين مسيري مجموعة من الشركات التضامنية، المؤسسة في إطار التشغيل الذاتي بكلميم، ينتظرون الإفراج عن تمويلات مشاريعهم المتعثرة منذ سنوات.
ورغم أن هذا الملف عمر طويلا، إلا أن بوادر الانفراج فيه ما زالت بعيدة، إذ لا يوجد في الأفق القريب أي أمل لحل يُعيد الحياة إلى مجموعة من الشركات والمقاولات التضامنية الخاصة بمجموعة من الشباب حاملي الشهادات، والذين تقدموا بمشاريع في إطار مبادرة التشغيل الذاتي 2017- 2018، قبل توقف عجلة التمويل في الطريق قبل وصول إلى غايتها. ورغم أن الملف سبق أن قطع أشواطا مهمة، إلا أنه في النهاية وصل إلى نفق مسدود، بعد بدء تملص بعض الجهات المتدخلة من التزاماتها، كما سُجل هناك بعض التراخي في التعامل مع هذا الملف.
وتسبب هذا التأخر في تمويل مشاريع هؤلاء الشباب المعطلين، في تراكم عدة ديون لأغلب هؤلاء، من بينها ديون كراء مقرات الشركات، بل زاد من حدتها غياب أية برمجة واضحة لسقف زمني خاص بضخ اعتمادات التمويل لفائدة المقاولين. وسبق أن نظم المعنيون بالأمر وقفات احتجاجية، أمام مقر وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب بكلميم، باعتبارها جهة ممولة، كما طالبوا والي جهة كلميم- واد نون بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ هؤلاء الشباب من براثن الإفلاس وتوالي الضغوط المالية والالتزامات التعاقدية، وحث لجنة القيادة الجهوية للمشاريع الممولة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وكافة المتدخلين على نظر في تسريع وتيرة التمويل من أجل إخراج المشاريع إلى حيز الوجود في أقرب الآجال، كما طالبوا الجهات المعنية بوضع صيغة تضمن إعفاء حاملي المشاريع من الرسوم الضريبية المترتبة على شركاتهم التضامنية، نتيجة تداعيات توقف الحركة الاقتصادية بسبب جائحة كورونا، وتراكم المصاريف والسومات الكرائية.
وكشف مصدر من المتضررين أن السبب الذي أخر في البداية انسيابية تمويل مشاريع المستفيدين، مرتبط برفض أحد هؤلاء الشباب تسلم آلة للطباعة لا تتطابق مع المعايير المحددة في الاتفاقيات الموقعة، ولا تحمل المواصفات نفسها مع تلك المحددة في الاتفاقيات. وبحسب المصادر، فإن الشاب المعني رفض توقيع محضر تسلم هذه الآلة، بعدما اكتشف أن المقاول الحائز على صفقة اقتناء المعدات والآلات والتجهيزات قام باقتناء آلة رخيصة جدا، من أجل تسليمها رفقة باقي المعدات إلى شركة الشاب المقاول المستفيد في إطار التشغيل الذاتي، غير أن هذا الأخير فطن إلى الأمر، بعدما اكتشف أن الآلة المحددة في الاتفاقية قيمتها تتجاوز 70 ألف درهم، بينما الآلة التي اقتناها الحائز على الصفقة لا تتجاوز 30 ألف درهم. ومنذ رفض المقاول الشاب تسلم هذه الآلة ظلت مشاريع باقي الشباب الآخرين عالقة ومتعثرة، بعدما تم تقديم وعد باستبدال تلك الآلة بأخرى.