شوف تشوف

الرئيسيةتقارير

تطورات فضيحة «بويا عمر الجديد» تطيح بممرض والبحث جار عن وسطاء

ظروف احتجاز الضحايا لسنتين ضاعفت معاناتهم الصحية والنفسية

الأخبار

أفادت مصادر جيدة الاطلاع بأن التحقيقات الجارية حول ما بات يعرف بفضائح «بويا عمر الجديد» التي تفجرت بمنطقة قروية ضواحي قلعة السراغنة، بعد اكتشاف 19 شخصا محتجزين وسط ضيعة فلاحية بدعوى إخضاعهم للعلاج، أسفرت عن تطورات جديدة تتعلق باعتقال ممرض يشتغل بمدينة تطوان وإلحاقه بمقر الدرك الملكي بسرية قلعة السراغنة، حيث تم وضعه رهن الحراسة النظرية رفقة مالك الضيعة وابنه، وسط توقعات بإسقاط سماسرة آخرين بمدن أخرى يرجح أنهم كانوا مكلفين باستقطاب الضحايا وتوجيههم إلى «بويا عمر الجديد» بدعوى علاجهم من الإدمان والاضطرابات النفسية، بتنسيق مع عائلاتهم، مقابل دفع مبالغ مالية شهرية وصفت بالمهمة.

وأكدت مصادر «الأخبار» أن تشعب الأحداث في هذه القضية المثيرة فتح شهية المحققين بمقر سرية الدرك الملكي بقلعة السراغنة بتنسيق مع القيادة الجهوية للدرك بمراكش والنيابة العامة المختصة بكل من المحكمة الابتدائية بالمدينة ومحكمة الاستئناف بمراكش، حيث امتدت التحقيقات إلى تعقب سماسرة بمختلف المدن المغربية الذين كانوا مكلفين باستقطاب الضحايا وإرسالهم إلى المتهم الرئيسي بضواحي القلعة من أجل احتجازهم بهدف العلاج، مقابل تلقي مبالغ مالية من عائلاتهم.

وجرى اعتقال ممرض بتطوان بعد أن كشفت التحقيقات أن غالبية الضحايا المحتجزين الذين جرى تحريرهم، مساء الأربعاء الماضي، من طرف عناصر الدرك الملكي، ينحدرون من جهة الشمال وتحديدا طنجة وتطوان وشفشاون، لتتناسل تصريحات ذويهم الذين أكدوا نقل أبنائهم إلى هذه الضيعة من أجل العلاج بوساطة من الممرض الموقوف، في انتظار إخضاعه للتحقيق وتأكيد طبيعة مسؤوليته في الجريمة.

وتفيد معلومات توصلت بها الجريدة بأن الضحايا المحتجزين الذين جرى تحريرهم من طرف قوات الدرك، ينحدرون من مدن مراكش وأكادير وطنجة وتطوان وشفشاون، إضافة إلى العيون ومكناس والقنيطرة والدار البيضاء، كما أوضحت التحريات أن بعض المحتجزين من ذوي السوابق القضائية، فيما يعانون جميعهم من أعراض الإدمان والاضطرابات النفسية الحادة، وهي الدوافع التي شجعت عائلاتهم على تنقيلهم إلى ضيعة المتهم الذي ظل يوهم الجميع ولمدة سنتين بقدرته الخارقة على علاجهم.

وأكدت معطيات إضافية أن المتهم وابنه كانا يستقبلان الضحايا بالضيعة ويوفران لهم المخدرات والأقراص المهلوسة وكل ما يحتاجونه، مع احتجازهم في ظروف وصفت بالسيئة، ما أفرز مضاعفات صحية حادة لدى أحدهم، دفعت مالك الضيعة إلى الاستنجاد بأسرته بمدينة الجديدة من أجل تسلم ابنها الذي اشتد عليه المرض، وهو ما فجر الفضيحة بعد أن توجهت رأسا إلى مصالح الدرك الملكي من أجل التبليغ عن الجريمة التي طالت ابنها بالضيعة، والنصب الذي تعرضت له من طرف «المعالج الوهمي»، حيث انتقلت عناصر الدرك الملكي إلى مقر الاحتجاز وواجهت، الأربعاء الماضي، صدمة من العيار الثقيل، بعد اكتشاف مخبأ سري بضيعة فلاحية، يضم 19 شخصا محتجزين في وضع صحي وإنساني غير لائق، بدعوى إخضاعهم للعلاج من الإدمان والأمراض النفسية.

وأفادت مصادر موثوق بها بأن فضيحة «بويا عمر الجديد» تسائل السلطات الترابية التي لم تفطن بشكل استباقي إلى مثل هذه الجريمة غير المسبوقة الواقعة بنفوذها الترابي، خاصة أن تنقيل الضحايا إلى الضيعة والتحركات المرافقة للعملية، كان من اللازم أن لا تغفل عنها أعين السلطات المحلية، حيث كان من الممكن تنامي عدد الضحايا واحتجازهم لمدة أطول تفوق السنتين دون أن تنتبه السلطات المختصة إلى الفضيحة.

وكانت عناصر المركز القضائي للدرك الملكي، بتنسيق مع القيادتين الإقليمية والجهوية للدرك بقلعة السراغنة ومراكش، نفذت مداهمة ضيعة فلاحية تقع بجماعة الشعراء ضواحي العطاوية. وأسفرت العملية عن تحرير 19 شخصا، تبين أنهم كانوا محتجزين في ظروف غير لائقة، يعانون من مضاعفات الإدمان وأمراض نفسية حادة.

وأسفرت التحريات عن إيقاف مالك الضيعة ونجله، فيما تم تحرير الأشخاص المحتجزين الذين كانت معاناتهم مستمرة منذ أكثر من سنتين، بعد أن أوهم المتهمان عائلاتهم بإمكانية علاجهم مقابل تلقي أموال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى