«تسونامي» من الاستقالات يضرب حزب الأصالة والمعاصرة
الأخبار
اهتز حزب الأصالة والمعاصرة على وقع «تسونامي» من الاستقالات، التي بدأت تتقاطر على المقر المركزي للحزب بطريق زعير بالرباط، منذ انتخاب حكيم بنشماش، أمينا عاما، خلفا لإلياس العماري. وتزايدت حدة الاستقالات بعد الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي للحزب، خلال الدورة الأخيرة التي عقدها المجلس الوطني.
ويواجه بنشماش أول أزمة تنظيمية داخل الحزب منذ انتخابه أمينا عاما، وكشفت مصادر مطلعة، أن العديد من رسائل الاستقالة من هياكل الحزب، بدأت تتقاطر على مقره المركزي، منذ تاريخ الإعلان عن تشكيلة المكتب السياسي. ومن جهة أخرى، توصلت رئاسة المجلس الوطني للحزب، بعشرات الطعون في عملية انتخاب هذا المكتب، حيث كشف العديد من أعضائه عن خروقات شابت العملية، وكذلك استعمال وسائل غير مشروعة لاستمالة أصوات الناخبين من طرف بعض المرشحين لقيادة الحزب، فضلا عن تجاوز بعض المرشحين الشباب للسن القانونية للترشح في اللائحة الوطنية، والمحددة في أقل من 40 سنة، كما يواجه بنشماش تمردا داخليا يقوده قياديون محسوبون على إلياس العماري.
وقدم أحمد المخشاني، عضو المكتب السياسي السابق، ومدير الفريق البرلماني للحزب بمجلس المستشارين، استقالته، أول أمس الثلاثاء، من صفوف الحزب، وتوعد بالكشف عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ القرار، وفي اليوم نفسه، قدم محمد بنقدور، الأمين العام الجهوي للحزب بالجهة الشرقية، كذلك، استقالته من جميع هياكل الحزب.
وأكدت المصادر أن العديد من أعضاء الحزب بهذه الجهة، قدموا استقالتهم، حيث يعرف الحزب نزيفا تنظيميا بهذه الجهة، ومن المنتظر أن يلتحق المستقيلون، حسب المصادر ذاتها، بحزب التجمع الوطني للأحرار، بعد تعيين عزيز أخنوش، لمنسق إقليمي جديد، ويتعلق الأمر بمحمد هوار، أحد أفراد عائلة هوار، أحد أعمدة «البام» بمدينة وجدة. كما أعلن مجموعة من أعضاء الحزب بجهة الداخلة، استقالتهم من صفوف الحزب، ويتقدمهم عثمان أعمار، عضو المجلس الوطني للحزب، والمكتب الوطني للشبيبة.
وقبل انعقاد الدورة الأخيرة للمجلس الوطني للحزب، التي تم خلالها انتخاب المكتب السياسي للحزب، قدم مجموعة من القياديين استقالتهم من الحزب، بينهم محمد شوكي، الأمين العام الجهوي السابق للحزب بجهة فاس- مكناس، وعضو المكتب الوطني للشبيبة.
وأفادت المصادر بأن لائحة الاستقالات بهذه الجهة مازالت مفتوحة، وقرر شوكي، الذي يتزعم مجموعة من المستقيلين، الالتحاق جماعيا بحزب التجمع الوطني للأحرار، بعد مفاوضات مع قيادة الحزب، حيث عينه أخنوش منسقا إقليميا للحزب بإقليم بولمان، كما قدمت النائبة البرلمانية السابقة، سليمة فرجي، استقالتها من الحزب، بعدما شغلت منصب أول أمينة جهوية للحزب بالجهة الشرقية. وتحدثت فرجي، في رسالة استقالتها، عن تعرضها لإهانات والظلم من طرف بعض قياديي الحزب جهويا ووطنيا»، واتهمت أعضاء من الحزب بنسف أنشطة ولقاءات تواصلية كانت تنظمها «بإيعاز ممن يعرفون أنفسهم»، حسب قولها، وكشفت عن وجود «استبداد وتعنت البعض نتيجة الحقد والإقصاء والأنانية الجوفاء التي لا تعتبر مصلحة الحزب ومصلحة البلاد، بقدر ما تعتبر إرضاء البعض وجبر الخواطر والانتصار للمصالح الخاصة».
ومن جهة أخرى، شرع بنشماش في تصفية بعض قدماء الحزب، الذين تحملوا مسؤوليات تنظيمية على المستويين الوطني والجهوي، حيث تزعم بنفسه عملية توقيع عريضة موجهة إلى عبد الصمد السكال، رئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، يطالبه بإقالة سعاد بوحاميدي، الأمينة العامة الجهوية سابقا، من رئاسة فريق الحزب بمجلس الجهة، وذلك بعدما رفض السكال الاستجابة لرسالة سابقة وجهها إليه العربي المحرشي، بصفته رئيسا للمؤسسة الوطنية لهيئة منتخبات ومنتخبي حزب الأصالة والمعاصرة، رغم أن هذه الهيئة هي تابعة للحزب ولا علاقة لها بمجلس الجهة، وأن مهمة اختيار رئيس الفريق، حسب المادة 27 من القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، هي من اختصاص الأعضاء المنتخبين بالمجلس، ولا يتم تعيينهم من خارجه. وكشفت المصادر وجود حالة استياء وتذمر في أوساط المنتخبين بمختلف مجالس الجهات والأقاليم والجماعات، من طريقة تدبير الحزب، ومن تصرفات المحرشي وتدخله في عمل المجالس الجماعية، كما وقع سابقا بمجلس مدينة مكناس، عندما قرر تعيين رئيسة للفريق، بالطريقة نفسها وخارج الضوابط القانونية.