محمد وائل
حربو بعدما هدأت عاصفة الاحتجاجات التي قام بها عمال النظافة على مستوى مدينة مراكش، على إثر اجتماعهم بعمدة المدينة، عاد الاحتقان من جديد ليطفو على السطح، ما يهدد مرة أخرى بإغراق المدينة في النفايات والأزبال، حيث اتخذ عمال النظافة المشتغلون مع الشركة المفوض لها في هذا القطاع بالمدينة الحمراء قرار النزول والاحتجاج مرة أخرى، وذلك بعد أن قامت الشركة بطرد أحد العمال من جديد ما تسبب في احتقان كبير داخلها.
واستنادا إلى ما توصلت إليه «الأخبار» في هذا السياق، فقد أعلن المكتب النقابي للاتحاد المغربي للشغل، عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر شركة النظافة، حيث تم وصف هذه الوقفة على «أنها تأتي في ظل استمرار الإدارة في تعسفها» بعد أن سبق وتقدم المكتب النقابي بمراسلة للإدارة المذكورة بعديد المراسلات من أجل فض النزاعات القائمة بينها وبين العمال، والتي يتقدمها مطلب المساواة في الأجور بين كل العمال، معتبرا أن كل الدعوات التي تم توجيهها للإدارة كانت نتيجتها مخيبة.
ووجه عمال النظافة المشتغلون في شركة «أرما»، مراسلة تحمل مجموعة من المطالب الجديدة زيادة على المطالب القديمة التي لم يتم تحقيقها بالرغم من تدخل العمدة فاطمة الزهراء المنصوري في هذا الصدد، حيث تم توجيه هذه المراسلة إلى كل من المدير العام للشركة المفوض لها ووالي الجهة ورئيسة المجلس الجماعي، من أجل التدخل لحل كل الإشكالات العالقة، والتي تتسبب بشكل وبآخر في استمرار الاحتقان، مؤكدين على أنهم سيخوضون وقفة احتجاجية ضد طرد أحد العمال واستمرار الشركة في اتباع سياستها والتي كانت سببا في توقف أسطول الشاحنات عن العمل وإغراق المدينة في الأزبال.
ووفقا للوثيقة التي حصلت عليها الجريدة، فقد قامت الشركة ببعث رسالة تحمل قرارا بالفصل عن العمل في حق أحد العمال، وهو ما أثار استهجانا كبيرا وخوفا من باقي العاملين بها، حيث أكدت المراسلة على أن قرار الطرد جاء بفعل الأخطاء المهنية الجسيمة التي ارتكبها العامل المذكور، حيث أكدت على أنه تبين لها أن الأخير يقوم بتحريض العمال ضد الشركة عبر دعوته للاحتقان الاجتماعي داخل الشركة من خلال نشره لمقطع صوتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي دعا من خلاله إلى هذا الاحتقان.
وحسب الرسالة المذكورة، فقد تم عقد جلسة الاستماع من طرف الشركة طبقا للمادة 62 من مدونة الشغل بمقر الشركة بمراكش، حيث تم الاستماع إلى التسجيل الصوتي المذكور، إذ لم تقتنع إدارة الشركة بتصريحات العامل المطرود مما جعلها تتخذ قرار فصله عن العمل، ليستمر بذلك طرد العمال من الشركة المذكورة بصفة خاصة، ويستمر الاحتقان داخل الشركتين المفوض لهما في القطاع بمراكش بصفة عامة، الشيء الذي يؤدي إلى زيادة النقاط السوداء داخل المدينة يوما بعد يوم.
وكانت عمدة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، قد عملت، خلال الأسبوعين الماضيين، على رأب الصدع الكبير بين عمال وتقنيي النظافة من جهة، وشركة التدبير المفوض لها في قطاع النظافة من جهة أخرى، حيث اجتمعت بداية بممثلي الشركة الذين برروا للعمدة كل الاتهامات التي تطولها، خاصة في ما يتعلق بملف ترسيم العمال، كما اجتمعت المنصوري، مباشرة بعدها، بممثلي عمال قطاع النظافة بالمدينة الذين أصروا، خلال الاجتماع، على استمرار احتجاجاتهم حتى تسوية كل ملفاتهم العالقة منذ المجلس الجماعي الماضي بقيادة محمد العربي بلقايد.