تساقطات مطرية تحبس الأنفاس بالعيون وتكبد السكان خسائر جسيمة
محمد سليماني
حوّلت قطرات مطرية تهاطلت، فجر الجمعة الماضي، على العيون، أحياء وعددا من شوارع المدينة إلى برك مائية. فبعد تساقط ملمترات قليلة من الأمطار توقفت حركة السير في عدد من المحاور الطرقية وسط العيون، بل إن بعض السيارات سقطت وسط الطريق في مطبات تم فتحها من أجل تصريف مياه الأمطار. فبدل أن تبتلع هذه البالوعات مياه الأمطار ابتلعت عجلات العربات. غير أن الكارثة الكبيرة هي تلك التي حلت بعدد من المنازل بحي «معطى الله»، وهو الحي الأكثر تضررا، حيث غمرت مياه الأمطار منازل السكان، وألحقت خسائر مادية جسيمة بعدد منها، إذ عامت أغراض السكان وأفرشتهم وتجهيزاتهم فوق المياه، فيما غادر قاطنوها بيوتهم بعدما فاجأتهم المياه خوفا من انهيار الأسقف فوق رؤوسهم. وخرج مجموعة من سكان هذا الحي إلى الشارع، حيث نظموا وقفة احتجاجية عفوية تنديدا بالحالة السيئة والبنية التحتية المهترئة بهذا الحي.
إلى ذلك، تطوع عدد من سكان الحي وشبابه لكنس المياه من المنازل بعدما انحبس المطر، وفي الوقت الذي صب السكان جام غضبهم على المجلس الجماعي للعيون، متهمين إياه بالتأخر في تهييء عدد من الأحياء المتضررة وناقصة التجهيز، رمى هذا الأخير الكرة في ملعب المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، معتبرا أنه هو المكلف بتدبير ملف صرف هذه المياه ولا شأن للمجلس الجماعي بذلك. فيما أوضحت عشرات الصور المتداولة والفيديوهات التي (حصلت عليها «الأخبار»)، تحول ساحة مؤسسة تعليمية إلى بركة عائمة، وتعطل عدد من السيارات الخاصة وسيارات الأجرة والحافلات العمومية وسط الطرقات بسبب علو مستوى المياه.
وفي سياق متصل، طالب المكتب الجهوي للتحالف المدني لحقوق الإنسان بجهة العيون-الساقية الحمراء، بضرورة تدخل لجان مركزية للقيام بعمليات افتحاص للميزانيات الضخمة المرصودة للبنية التحتية وقنوات الصرف الصحي والشبكة الطرقية، ربطا للمسؤولية بالمحاسبة.
يذكر أن حركة السير وانسيابية المرور توقفت طيلة الفترة الصباحية بالعيون، وأعادت الهلع إلى نفوس سكان المدينة والإقليم، خوفا من تكرار سيناريو فيضانات سنة 2014 التي حولت المدينة إلى منطقة منكوبة، بعدما غمرت المياه عشرات المنازل وانجراف القنطرة التي تربط العيون بالعالم الخارجي، وتشريد عشرات الأسر.