طنجة: محمد أبطاش
على إثر التساقطات المطرية التي تهاطلت على مدينة طنجة وجماعة اكزناية، نهاية الأسبوع الماضي، والتي لم تتجاوز في حدها الأقصى 16 مليمترا بناء على النشرات الرسمية، فإن هذه التساقطات أثارت تساؤلات حول صفقة بقيمة مالية تتجاوز 100 مليون درهم، مخصصة لتقوية البنيات التحتية بهذه الجماعة. وتكشف صور توصلت بها «الأخبار»، تحول منطقة المجمع الحسني إلى برك مائية عائمة، رغم أن هذه التساقطات لم تكن في المستوى الذي قد يتسبب في هذه الوضعية، وهو ما يكشف حسب المصادر، أن موسم الشتاء المقبل قد يكون كارثيا على هذه الجماعة التي ما زالت تحاول الخروج من عتمة التهميش، الذي عاشت على وقعه طيلة السنوات الماضية.
وطالبت أصوات محلية السلطات المختصة بالتدخل لدفع المقاولات المشتغلة إلى تقوية بنياتها التحتية، حتى يتسنى تفادي سيناريوهات غير متوقعة خلال موسم الشتاء المقبل.
وطالبت بعض المصادر السلطات الجماعية الوصية بضرورة العمل على تعزيز البنيات التحتية بالجماعة، بأنابيب قوية للصرف الصحي، من شأنها امتصاص كميات الأمطار التي تتهاطل على المدينة، خاصة وأن الجماعة سبق أن عاشت استنفارا خلال شهر أبريل الماضي، بسبب قوة الأمطار التي أغرقت عددا من الأحياء. ونظرا إلى كون منطقة اكزناية مهددة بالفيضانات، فقد تم في وقت سابق رصد ميزانية مقدرة بنحو 15 مليار سنتيم، وذلك في إطار مشروع تقوية وتجويد البنيات التحتية للجماعة، عبر إعادة تهيئة «واد اكزناية» الذي يشكل حاليا خطرا محتملا لحدوث فيضانات بالمنطقة عبر روافده الممتدة داخل أحياء ومناطق حيوية بالجماعة، مع العلم أنها عاشت مرارا على وقع الفيضانات أثناء التساقطات المطرية، حيث إن المبلغ المالي يأتي في إطار مواصلة تطويق منافذ الفيضانات بكل أحياء مدينة طنجة والجماعات المجاورة، وبالتالي تصريف مياه الأمطار نحو المحيط بخسائر أقل. وحددت مدة الأشغال في سنتين، قابلة للتمديد بحسب الظروف الجوية أو مصادفة الأشغال للتساقطات المطرية خلال موسم الشتاء المقبل، حيث تم في وقت سابق المصادقة خلال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي اللوكوس على اتفاقية شراكة مع جماعة اكزناية، تحدد جميع شروط هذا المشروع.
ويهدف المشروع إلى حماية أحياء جماعة اكزناية من مخاطر الفيضانات، وكذا المرافق العامة والخاصة والتجهيزات المشتركة الموجودة بالمنطقة، بالإضافة إلى تعزيز شبكة تصريف مياه الأمطار وتحسين انسيابيتها بـ«واد اكزناية» وروافده.