طانطان: محمد سليماني
باتت ظاهرة ترمل مدخل وحوض ميناء الصيد البحري بمدينة الوطية بطانطان؛ الذي يعتبر ثالث أكبر ميناء للصيد البحري بالمملكة، كابوسا مرعبا يقض مضجع سلطات الميناء، وربابنة سفن الصيد الساحلي والصيد في أعالي البحار بشكل مستمر، وتكلف عمليات جرف هذه الرمال والترسبات مبالغ مالية ضخمة كل سنة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد انطلقت منذ أيام عمليات تجريف الأوحال والترسبات الرملية بحوض ميناء الوطية بإقليم طانطان، وذلك من أجل تحقيق عمق كبير ومناسب لمراكب الصيد البحري، بعدما اكتشفت قبطانية الميناء، بناء على دراسات تقييمية، أن الحوض المينائي بدأت تتراكم فيه رمال وترسبات.
وتواصل شركة خاصة عمليات جرف الرمال وتنقية الحوض من كل الترسبات، التي تحولت إلى طبقات في عمق الحوض، حيث يتم تجميع هذه الرمال والرواسب والأوحال، ثم نقلها بعد ذلك للتخلص منها خارج الميناء، تماشيا مع المعايير البيئية المتعارف عليها أولا، ثم بهدف دخول وخروج مراكب الصيد البحري من الميناء بسلاسة، ودون أي مخاطر.
وتتكرر عمليات جرف الرمال بميناء طانطان، والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد توقيف حركة الملاحة بالميناء إلى حين جرف الرمال وتنقية الحوض. ويربط المهنيون سبب التكرار الدائم لظاهرة الترمل، بعدم نجاعة الحاجز البحري القائم في الحد من ظاهرة الترمل التي تحركها التيارات البحرية في اتجاه مدخل الميناء، ليتم اللجوء من جديد إلى الحل الوحيد الذي تقوم به السلطات المينائية، والمتمثل في عمليات تجريف الرمال بواسطة الجرافات، غير أن هذا الحل لا يفي بالغرض ولا ينهي المشكل بشكل دائم، بل هو حل مؤقت فقط، حيث تعود الرمال إلى مدخل الميناء مباشرة بعد جرفها، وبالتالي عدم قدرة هذا الحل على توفير الحماية اللازمة للسفن، أثناء عملية الولوج إلى الميناء أو مغادرته.
وما زالت وقائع جنوح ناقلة النفط «سيلفر» المحملة بحوالي 4940 طنا من الفيول الصناعي، عن مسارها قرب مدخل ميناء طانطان، نهاية سنة 2013، عالقة بأذهان ربابنة بواخر الصيد، وذلك بسبب الرمال الكثيفة التي أغلقت باب الميناء، وأدت إلى جنوح السفينة، التي كادت أن تتسبب في كارثة بيئية.
يشار إلى أن الوكالة الوطنية للموانئ تقوم سنويا بجرف ما معدله 400 ألف متر مكعب من الرمال من مدخل ميناء طانطان. وخلال شهر دجنبر الماضي فقط وصلت إلى ميناء طانطان سفينة هولندية عملاقة لجرف الرمال بباب الميناء، حيث واصلت أشغالها من أجل جرف الرمال وتعميق عمق مسارات السفن بمدخل الميناء وبحوضه. غير أن عمليات الجرف تبقى حلولا لحظية فقط، في انتظار حل فعال ينهي مشكل الترمل نهائيا.