أكادير: محمد سليماني
يترقب مهنيو الصيد البحري من بحارة ومجهزين هذه الأيام ما يمكن أن يصدر عن كتابة الدولة في الصيد البحري، بخصوص استئناف صيد الأخطبوط خلال الموسم الشتوي من عدمه.
واستنادا إلى المعطيات، فإن حالة من الانتظار تسود بين مهنيي البحر بخصوص مآل الموسم الشتوي، والذي كان مقررا أن ينطلق يوم 16 دجنبر الجاري، بعد انتهاء فترة الراحة البيولوجية المتعلقة بتهيئة مصيدة الأخطبوط.
وتشير بعض المعطيات إلى إمكانية تأجيل انطلاق الموسم الشتوي إلى بداية شهر يناير أو منتصفه، وذلك بسبب عدم التعافي الكلي لمصيدة الأخطبوط، حيث ما زالت صغاره تظهر في شباك الصيادين، ما يعني أن هذا النوع من الرخويات في مرحلة التوالد والتبييض، وأي مجازفة لاستئناف موسم صيده معناها تدمير هذه الثروة السمكية.
وقبيل انصرام فترة الراحة البيولوجية المقرر أن تنتهي يوم 15 دجنبر الجاري، فإنه من المرتقب أن يتم وضع تقرير حول حالة المخزون السمكي من الأخطبوط، في مصيدة الأقاليم الجنوبية للمملكة، فوق مكتب الكاتبة العامة للوزارة من قبل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري، ذلك أن السفينة العلمية «الشريف الإدريسي» تجري هذه الأيام رحلات بحرية من بين «كاب بوجدور» والكويرة، لتقييم المخزون بالمياه الإقليمية للمملكة، كما ستقوم برحلات أخرى إلى شمال بوجدور للغاية نفسها، قصد إعداد تقرير مفصل حول حالة المخزون من الأخطبوط، والذي ستبني عليه كتابة الدولة قرارها بخصوص استئناف الموسم الشتوي لصيد الأخطبوط أو تأجيله.
وكان القطاع الوزاري المكلف بالصيد البحري، قد قرر توقيف نشاط صيد الأخطبوط على طول السواحل الوطنية، ابتداء من فاتح أكتوبر الماضي إلى غاية 15 دجنبر الجاري. واستنادا إلى المقرر الوزاري رقم 09/24، فقد تقرر توقيف أنشطة صيد الأخطبوط لمدة 75 يوما، بالنسبة إلى جميع أساطيل الصيد البحري. ويأتي اتخاذ هذا القرار من أجل تخفيف الضغط عن مصايد الأخطبوط، وذلك بناء على نتائج التتبع المنجز من قبل المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري.
واستنادا إلى المادة الثانية من المقرر الوزاري، فإنه يمنع الصيد بالجر خلال فترة توقف الصيد بالمنطقة الممتدة من سيدي الغازي (شمال إقليم بوجدور إلى الكويرة جنوبا)، وإلزام جميع مراكب الصيد بالجر بالخروج من هذه المنطقة، ابتداء من فاتح أبريل المقبل، كما يمنع الصيد بالجر بصفة دائمة في مناطق بحرية محددة، وفق إحداثيات مضبوطة ما بين خطوط للطول وأخرى للعرض.
وخلال فترة توقف نشاط صيد الأخطبوط، حددت المادة الثالثة من القرار الوزاري شروط العمل بالنسبة إلى سفن الصيد في أعالي البحار، وذلك بإمكانية مزاولة هذه السفن لنشاطها الخاص، بالمنطقة الممتدة من خطي العرض 26 درجة 24 شمالا إلى 28 درجة 00 شمالا، من دون صيد الأخطبوط، شريطة الاشتغال فوق 10 أميال بحرية بين خطي العرض 26 درجة 24 شمالا و27 درجة 00 شمالا، وفوق 8 أميال بالنسبة إلى المنطقة الواقعة بين خطي العرض 27 درجة 00 و28 درجة 00، مع تأكيد القرار الوزاري أنه أثناء فترة المنع لن تقبل أي نسبة من مصطادات الأخطبوط.
أما بالنسبة إلى سفن الصيد الساحلي بالجر، فإن المقرر الصادر عن الوزارة أتاح لها ممارسة نشاطها دون صيد الأخطبوط فوق 6 أميال بحرية بالنسبة إلى المنطقة الواقعة بين خطي العرض 26 درجة 24 شمالا و27 درجة 00 شمالا، وفوق 3 أميال بالنسبة إلى المنطقة الواقعة شمال خط العرض 27 درجة 00 شمالا. أما المادة الخامسة من المقرر، فقد رخصت لقوارب الصيد التقليدي بإمكانية ممارسة نشاط الصيد البحري في جميع نقاط الصيد المرخص لها على طول الساحل الوطني، من خلال صيد أسماك أخرى، باستثناء الأخطبوط طيلة فترة توقف صيده، كما حظرت الوزارة استعمال «الغراف» و«الكراشة» التي تستعملهما قوارب الصيد التقليدي.