شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

ترامب يعود من الباب..

 

 

يونس جنوحي

لا حديث هذه الأيام، في كل قنوات العالم وصحفه، إلا عن ارتدادات ما بعد جلوس دونالد ترامب، الرئيس الأكثر إثارة للجدل في العالم، وأيضا في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة منذ تأسيسها، على كرسي الرئاسة.

خرج ترامب من الباب قبل سنوات، وعاد الآن من الباب، بعد أن كان مهددا بدخول السجن ولامست رصاصة أذنه ليصبح أيقونة عالمية. أغلق الديموقراطيون النوافذ في وجهه ظنا منهم أنه سيعود عبرها، ليفاجئ الجميع بعودته إلى المكتب البيضاوي من نفس الباب الذي خرج منه.

عندما غادر ترامب البيت الأبيض في يناير سنة 2021، ترك العالم منهمكا في وباء كورونا، والآن يعود، في يناير 2025، ليجد العالم غارقا حتى الأذنين في عالم «الذكاء الاصطناعي».

الخبراء العالميون لا يلتفتون إلى ما قاله ترامب في أول خطاب له أمام الأمريكيين بشأن تشديد قوانين الهجرة أو حتى ترحيل المقيمين فوق تراب الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير قانوني. العارفون بما ينتظر العالم يتحدثون هذه الأيام عن ما بات يعرف بـ«استراتيجية الاختناق»، والهدف منها تقييد وصول الصين إلى التقنيات المتقدمة بما في ذلك تقنية ما يُعرف بالـ«Risc-V» التي تتيح بناء الأنظمة والخدمات بسهولة وبيعها في أي مكان في العالم.

ليس منع الأمريكيين لتطبيق الـ«تيك توك» الصيني، إلا بداية الحرب التقنية. ترامب ترك العالم مشغولا بالبحث عن لقاح فعّال ضد كورونا وإلزامية الكمامة وضرورة استعمال المعقم، وعاد ليجدنا في قلب خلاّط الذكاء الاصطناعي الذي قلب العالم كله رأسا على عقب.

حسب ما أورده خبراء تقنيون، فإن الشركات التقنية الصينية تشعر حاليا بقلق شديد من تقدم شركات الذكاء الاصطناعي الغربية، والتي تقدمت كثيرا في مجال تحويل النصوص إلى فيديو، وهو ما لم تواكبه الشركات الصينية المتخصصة حتى الآن.

انتبه الأمريكيون، وفق تقارير دقيقة تداولتها الصحافة الدولية بداية هذا الشهر، إلى أن الشركات الصينية المتخصصة لجأت إلى منصات، في دول مثل ماليزيا وسنغافورة، للالتفاف على العقوبات الأمريكية التي تقضي بتقييد حصول الشركات الصينية على الأنظمة والتكنولوجيا الضرورية للمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، والأكيد أن القادم من الأيام، هذا على الأقل ما تتنبأ به الصحافة الأمريكية، سيعرف تعديلات في التراخيص التي تُمنح لبعض الدول وأيضا لوائح الصادرات التكنولوجية، وبالتالي فإن إعادة تصدير الأجهزة إلى الصين، انطلاقا من تلك الدول، سوف يصبح مستحيلا.

أسماء بعض الشركات الدولية الرائدة في مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعي مدرجة في لوائح الشركات التي تتعامل مع الشركات الصينية المحظورة في الولايات المتحدة. وهو ما جعل الحكومة الأمريكية تفرض ضوابط صارمة في تصدير التكنولوجيات المتطورة وإحصائها، والعمل وفق نظام «حصص عالمي».

الأمر أشبه ما يكون بـ«عام البون» التكنولوجي. الشركات الدولية مطالبة بتبرير مصير التكنولوجيات التي تستوردها من الولايات المتحدة، حتى لا تصل إلى الصين!

ترامب بدأ المعركة ضد الصين مبكرا. ما أن وصل إلى البيت الأبيض حتى منع «تيك توك» الذي أصاب العالم كله بالجنون. هل فعلا ترامب خائف على «أخلاق» القاصرين في بلاده؟ اليمين الأمريكي المحافظ يخوض الآن واحدة من أقوى معاركه المدعومة شعبيا، ليس في الشارع، وإنما في الهواتف الذكية.

ضربة موجعة تلقتها الشركات الصينية التي تستثمر في مجال الذكاء الاصطناعي. الكثيرون يشككون في قدرات الرئيس ترامب عندما يتعلق الأمر بالعلوم والتكنولوجيا والبرمجيات. لكن بدا واضحا، حتى الآن، أن واشنطن لن تعدم وسيلة في السيطرة على هذا «الذكاء الاصطناعي» الذي جعل العالم مجنونا، وعصيا على الفهم!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى