شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

ترامب يدعو لضم كندا للولايات المتحدة الأمريكية

ترودو يقدم استقالته من منصبه بعد 10 سنوات من ممارسة مهامه

مباشرة بعد إعلان الرئيس الكندي جاستن ترودو استقالته من منصبه، بعد ضغوط كبيرة من طرف أحزاب كندية معارضة تطالبه بالتنحي عن السلطة وإجراء انتخابات مبكرة، سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالدعوة إلى ضم كندا لأراضي الولايات المتحدة الأمريكية.

 

 

إعداد: سهيلة التاور

+++

 

أعلن جاستن ترودو، رئيس الحكومة الكندية، استقالته، أول أمس الاثنين، من منصبه الذي يتولاه منذ 10 أعوام، موضحا أنه سيواصل تسيير الأعمال إلى أن يختار الحزب الليبرالي خليفة له، وذلك بتداعيات خسارة «رئيس الوزراء المحبوب» شعبيته.

وأتى قرار ترودو استجابة لضغوط شديدة. ففي دجنبر الماضي، تفاقمت الأزمة السياسية التي يمر بها رئيس الوزراء الكندي، مع مطالبته من قبل أحزاب كندية معارضة بالتنحي عن السلطة وإجراء انتخابات مبكرة، وسحب أكثر من 50 من أصل 75 نائبا ليبراليا دعمهم له، فضلا عن استقالة نائبته كريستيا فريلاند، احتجاجا على سياساته.

لكن الأزمة ليست مفاجئة، بل تراكمت على مدار السنوات الماضية، وأشعلها فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات، الذي يعتبر ترودو «حاكم الولاية الأمريكية الـ51».

 

فقدان الثقة في ترودو

أظهرت استطلاعات الرأي الكندية في الأسابيع الماضية تراجعا كبيرا في دعم الحزب الليبرالي بقيادة ترودو الذي يتولى السلطة منذ 10 سنوات، مع تقدم حزب المحافظين بقيادة بيير بويليفر، ومع تراجع شعبية الحزب، انخفضت شعبية ترودو.

كما ساهمت فضيحة «وي تشاريتي» عام 2020 في إثارة الجدل حول شفافيته ونزاهته، إذ منح عقدا حكوميا للمؤسسة التي ترتبط بعلاقة مع عائلته.

وفقد كثير من الكنديين ثقتهم بترودو مع تزايد الوعود الانتخابية غير المحققة، إذ وعد رئيس الوزراء في بداية ولايته عام 2019 بتحسين الرعاية الصحية والتعليم، لكن ذلك لم يتحقق بالشكل المتوقع.

كذلك تعرضت حكومته لانتقادات متزايدة بشأن زيادة الإنفاق العام، مما أدى إلى تفاقم الديون، فضلا عن عدم توفير حلول لأزمتي الإسكان وارتفاع تكاليف المعيشة.

وأدت جائحة كورونا في السنوات الماضية إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية في كندا، التي وعد ترودو بتحسينها، ولم يشعر الكنديون بأن برامج الدعم التي أطلقتها الحكومة كافية لمعالجة الضرر الاقتصادي.

لذلك، اتهم الكنديون حكومة ترودو بسوء إدارة أزمة الجائحة. وعام 2022، انطلقت احتجاجات سائقي الشاحنات الذين تأثر عملهم بشدة بالقيود التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار الفيروس، ورد مجلس العموم الكندي بإقرار قانون الطوارئ.

وأثار تفعيل قانون الطوارئ انقسام الكنديين، فبعضهم رأى ترودو بصورة «المستبد»، سيما أن القانون لم يفعل من قبل بحالة السلم سوى مرة واحدة عام 1970.

كذلك، اتهم الكنديون رئيس الوزراء المستقيل بـ«الأنانية وتغليب مصلحته الشخصية على مصلحة الوطن»، في أعقاب الانتخابات المبكرة عام 2021 التي دعا إليها لتعزيز الأغلبية البرلمانية وإضعاف المعارضة، وهو ما لم يتكلل بالنجاح المأمول، إذ حصل على حكومة أقلية برلمانية.

وخلال عام 2019، انتقد الكنديون ترودو لتدخله في القضاء، بعد تدخله لتخفيف العقوبات عن شركة البناء «إس إن سي -لافالين»، بالضغط على وزيرة العدل السابقة، وذلك ما نفاه رئيس الوزراء لاحقا.

ورغم أن الولايات المتحدة لا تؤثر بشكل مباشر على كندا، فإن السياسات الاقتصادية الأمريكية تترك ظلالها على أوتاوا، سيما مع ارتباط البلدين باتفاقيات التجارة.

ومع عودة ترامب إلى الرئاسة الأمريكية، اتُهم ترودو بتبني «حيل سياسية مكلفة»، بدلا من مواجهة الرئيس الأمريكي مباشرة، الذي يعتزم رفع الرسوم الجمركية على الواردات الكندية إلى 25 في المائة.

وخلال نونبر ودجنبر الماضيين، أجرت حكومته مفاوضات مضنية لتجنب حرب تجارية مع الولايات المتحدة، غير أن الاجتماعات، ومن بينها اجتماع ترودو مع ترامب في منتجع مارالاغو، لم تسفر عن نتائج ملموسة، مما زاد من الإحباط العام.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الفيدرالية المقررة في أكتوبر المقبل، يرى الحزب الليبرالي أن ترودو شكل عبئا عليه وقلل من فرصه بالفوز.

ويعتقد الليبراليون أن بقاء ترودو كان سيؤدي إلى تراجع الحزب أمام المحافظين. كما لن يتيح المجال لتحضير قائد جديد، قبل المعركة الانتخابية، أو تجديد صورة الحزب. وذلك ما دفع ترودو إلى القول في خطاب الاستقالة: «هذا البلد يستحق خيارا حقيقيا في الانتخابات المقبلة، لقد أصبح واضحا لي أنه إذا كان علي أن أخوص معارك داخلية، لا يمكنني أن أكون رئيسا للحكومة».

 

4 مرشحين لخلافة ترودو

يواجه الحزب الليبرالي في كندا اختبارا صعبا في الفترة المقبلة، لاختيار قائد جديد يخلف رئيس الحكومة المستقيل، جاستن ترودو، وينقذ الحزب من خسارة شبه مؤكدة في الانتخابات العامة المقبلة.

مارك كارني (59 عاما): الحاكم السابق لبنك كندا، يشغل منصب مستشار اقتصادي للحزب منذ الصيف الماضي، وكثف تحركاته في الأيام الأخيرة لتقييم مستوى الدعم الذي يحظى به داخل الحزب. تولى كارني قيادة بنك إنجلترا، واشتهر بخطاباته التي تناولت قضايا مثل المخاطر المالية لتغير المناخ، وفي كتابه الأخير «القيم» قدم نقدا لاذعا للرأسمالية، قائلا إن الأسواق ينبغي أن تخدم المواطنين.

كريستيا فريلاند (56 عاما): نائبة رئيس الوزراء ووزيرة المالية السابقة، أثارت استقالتها الشهر الماضي تكهنات واسعة بأنها ستبدأ حملتها الخاصة لقيادة الحزب.

حظيت بمسيرة مهنية ناجحة في عالم الصحافة، وانضمت إلى فريق ترودو في عام 2013، ولعبت أدوارا مهمة في حل العديد من القضايا، سيما في التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا خلال الإدارة الأولى لترامب.

دومينيك ليبلانك (57 عاما): تولى وزارة المالية عقب استقالة فريلاند، وهو صديق قديم لترودو، وكان ضمن الوفد الكندي الذي طار إلى فلوريدا للقاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا، بعد أن هدد بفرض تعريفة بنسبة 25 في المائة على المنتجات الكندية ردا على قضايا أمن الحدود.

ميلاني جولي (45 عاما): تتولى قيادة وزارة الخارجية منذ عام 2021، وقادت استراتيجية كندا لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، واعتمدت نهجها الخاص عبر «الدبلوماسية البراغماتية»، معززة أهمية عمل كندا مع القادة الذين لديهم وجهات نظر متعارضة حول السياسة الخارجية، وقالت لصحيفة «التايمز» في وقت سابق: «أعتقد أن القوة تكمن في القدرة على إجراء المحادثات الصعبة».

ويرى خبراء أن تحديات كثيرة تنتظر خليفة ترودو، متوقعين فوز المحافظين في الانتخابات المقبلة. وقال أندري لامورو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبيك في مونتريال: «إنها قضية خاسرة»، مضيفا أن «لا أحد في الحزب الليبرالي اليوم في وضع يسمح له بإعادة الحماسة وحشد الدعم».

 

توقعات بفوز المحافظين

يقول خبراء إن تحديات كثيرة تنتظر خليفة ترودو، متوقعين فوز المحافظين في الانتخابات المقبلة. وقال أندري لامورو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبيك بمونتريال: «إنها قضية خاسرة»، مضيفا أن «لا أحد في الحزب الليبرالي اليوم في وضع يسمح له بإعادة الحماسة وحشد الدعم».

وترودو الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه، قبل تحقيقه فوزا مفاجئا ليصبح رئيسا للحكومة الكندية على خطى والده في العام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء السابق بيار إليوت ترودو (1968-1979 و1980-1984) عدة مسارات، قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية، عمل دليلا في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية)، ثم مدربا للتزلج على الثلج بالألواح ونادلا في مطعم، قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيرا، دخل معترك السياسة في العام 2007 وسعى إلى الترشح عن دائرة في مونتريال، لكنه لم ينجح في مسعاه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة، وتعد من الأفقر والأكثر تنوعا إثنيا في كندا، وانتخب نائبا عنها في 2008، ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين. وفي أبريل 2013، أصبح زعيم الحزب الليبرالي الذي هزمه المحافظون، قبل سنتين.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقا عاما بشأن نساء السكان الأصليين اللواتي فقدن أو قتلن، ووقع اتفاقات تبادل حر مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

 

ترامب يدعو لضم كندا

دعا الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أول أمس الاثنين، بعيد إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو استقالته، إلى ضم كندا لأراضي الولايات المتحدة.

وقال ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «يحب العديد من الناس في كندا أن يكونوا الولاية رقم 51».

وأضاف: «لم يعد بإمكان الولايات المتحدة أن تتحمل العجز التجاري الهائل، والإعانات التي تحتاجها كندا، للبقاء واقفة على قدميها».

وتابع: «كان جاستن ترودو على علم بذلك واستقال. إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك تعريفات جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون آمنة تماما من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار. معا، يا لها من أمة عظيمة!».

وكندا هي أكبر دولة في العالم من حيث المساحة بعد روسيا، ولكن عدد سكانها قليل نسبيا (41 مليون نسمة)، وتمتد على 6 مناطق زمنية، وتحدها 3 محيطات، وتنقسم البلاد إلى 10 مقاطعات و3 أقاليم، وتعد أحد أكبر البلدان التجارية في العالم وواحدة من أغناها، فبالاضافة الى قطاعها الخدمي النشط، تتمتع باحتياطي نفطي ضخم، وهي مصدر رئيسي للطاقة والمواد الغذائية والمعادن.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى