شرعت العمالات التابعة لولاية جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، في التحضير لتنزيل تدابير استباقية، تتمثل في إجراءات استدعاء كافة الجهات المعنية، لعقد اجتماعات في الأسابيع المقبلة، بين ممثلي مصالح الوقاية المدنية، والقوات المساعدة والإنعاش الوطني، والدرك الملكي، والأمن الوطني، والمياه والغابات، وذلك لمناقشة ملف الحماية من الحرائق الغابوية التي تسببت خلال صيف السنة الماضية، في كوارث بيئية وتدمير منتزهات ومنازل، وتسببت في خسائر مادية فضلا عن خسائر بشرية كانت محدودة جدا نتيجة التدخلات الميدانية واليقظة، ناهيك عن تسجيل مصرع عناصر من الوقاية المدنية في تدخل لإطفاء حريق بغابة المضيق.
وطالبت أصوات مهتمة بالبيئة، باستنفار كافة الجهات المعنية بالشمال من أجل ردع المخالفين لتعليمات وتوجيهات السلطات للحفاظ على الثروة الغابوية بجهة طنجة – تطوان – الحسيمة، والعمل على إطلاق برنامج استباقي شامل، يتضمن التوعية والتحسيس، بعد تسجيل أن جل الحرائق الغابوية سببها العامل البشري، حيث تنتشر النيران بعد ذلك بسبب عوامل المناخ والرياح والحرارة وصعوبة التضاريس التي تواجه رجال الإطفاء والإنقاذ.
وحسب مصادر مطلعة فإن العديد من الأشخاص الذين يقصدون المنتزهات الغابوية خلال فصل الربيع، وجب توعيتهم بخطر إشعال النيران بالغابة، ومعاقبة القوانين على ذلك بشدة، فضلا عن وقف لجوء بعض السكان بالمناطق القروية لإحراق حشائش يابسة بعد انتهاء الربيع ودخول الصيف، وكذا عدم إشعال النيران بما يسمى “الزرب” وهو عبارة عن أغصان أشجار يابسة تحيط بالمنازل القروية.
ويتواصل تعزيز السلطات والجهات المعنية بالشمال، لأسطول مكافحة حرائق الغابات، وتنزيل استراتيجية السرعة والنجاعة في التدخل، مع استمرار تنفيذ أشغال فتح الممرات الغابوية، لتحديد الخسائر وتسهيل مرور دوريات المراقبة ووصول شاحنات وسيارات الإطفاء، ووسائل نقل الموارد البشرية المشاركة في عمليات الإطفاء البرية.
وترتكز أكثر من 60 بالمائة من حرائق الغابات المسجلة على المستوى الوطني بمناطق بالشمال، ما يستدعي العمل المتواصل وتنزيل استراتيجية واضحة، لحماية الملك الغابوي، خاصة وتسجيل تهافت شبكات على الاستيلاء على أراضي المياه والغابات، والتورط في أعمال إجرامية منها قطع الأشجار، فضلا عن شبهات إضرام النيران لتوفير مساحات فارغة يسهل الاستيلاء عليها بطرق ملتوية.
تطوان: حسن الخضراوي