تطوان: حسن الخضراوي
كشفت مصادر مطلعة أن المجلس الجماعي لتطوان يتجه إلى إلغاء سهرة فنية تحت شعار «روح الأندلس»، خصصت لها ميزانية من المال العام تبلغ 30 مليون سنتيم، وذلك بعد التراجع عن برمجتها خلال الشهر الفضيل من قبل الجمعية التي استفادت من الدعم، واستمرار جدل تمويل المهرجانات من ميزانية الجماعة، واتهامات وجهت إلى المكتب المسير بتوزيع الدعم للحفاظ على الأغلبية التي أصبحت هشة، وضمان التصويت على المقررات خلال انعقاد الدورات الرسمية.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن الخلافات حول الدعم الجمعوي بالجماعة الحضرية لتطوان ما زالت مستمرة في صفوف مستشارين وكذا بعض النواب، الذين وقعوا في حالات اصطدام بينهم، بسبب السباق نحو المصالح والمناصب، ومحاولة حشد الدعم لترؤس فريق المغرب التطواني، ناهيك عن سباق توسيع القواعد الانتخابية، واستغلال الوجود في التسيير بكافة الطرق الممكنة.
وأضافت المصادر ذاتها أنه وعلى الرغم من المناقشة والمصادقة على ميزانية بالملايين مخصصة لدعم جمعيات المجتمع المدني بالجماعة الحضرية لتطوان، إلا أن العديد من الأصوات داخل المجلس ما زالت تركز على ضرورة تقديم الجمعيات لبرنامج عمل واضح، مع بطاقة تقنية للمشروع الذي تريد تنفيذه والنظر في الأولويات والفئات المستهدفة، فضلا عن الصرامة في طرق صرف المال العام.
من جانبه، كشف عضو في المكتب المسير لجماعة تطوان أن مهرجان «روح الأندلس» لم يتم إلغاؤه، بقدر ما يتعلق الأمر بقرار تأجيل إلى وقت لاحق لظروف خاصة، منها ما يتعلق بأجندات حضور شخصيات بارزة، كما أن الميزانية المخصصة لدعمه غير مبالغ فيها، لأنه يتلقى الدعم من جهات أخرى. كما أن مهرجانات أخرى كانت تنظم خلال شهر رمضان الكريم، أثناء تولي حزب العدالة والتنمية التسيير، وصرفت عليها أزيد من 60 مليون سنتيم دون جدل أو مناقشة.
ويأتي جدل دعم الجمعيات من المال العام، في ظل تأكيد مصالح وزارة الداخلية بولاية طنجة – تطوان – الحسيمة على ضرورة تتبع طرق صرف المال العام بالنسبة إلى دعم الجمعيات من قبل كافة المجالس المعنية، والسهر على صياغة اتفاقيات واضحة يمكن من خلالها تفعيل التتبع والمراقبة، فضلا عن القطع مع استغلال دعم الجمعيات انتخابيا، وعدم اعتماد معايير القرب، ودعم الأغلبيات المسيرة، عوض الفاعلية والقدرة على تنفيذ الأهداف المسطرة.