محمد سليماني
أدت الحرائق المتكررة التي تعرفها بعض واحات النخيل والأشجار المثمرة بإقليم طاطا إلى البحث عن سبل ناجعة لمواجهة هذه الحرائق التي خلفت هذه السنة خسائر كبيرة جدا في الممتلكات وفي مصادر عيش السكان القرويين بهذا الإقليم.
وبحسب المعطيات، فقد دخل مجلس جهة سوس- ماسة على الخط، حيث تمت المصادقة يوم الاثنين الماضي خلال أشغال الدورة العادية لمجلس الجهة على مشروع اتفاقية شراكة للحماية من الحرائق وتهيئة وتأهيل واحات طاطا. وقد خصص لهذه الاتفاقية اعتماد مالي يصل إلى 112 مليون درهم، حيث ستهدف إلى اعتماد وسائل في إطار مهيكل لحماية واحات إقليم طاطا من آفة الحرائق، ودعم الأنشطة الاقتصادية بهذه المجالات القروية.
ويأتي تدخل مجلس الجهة لحماية واحات إقليم طاطا، بعدما عرفت هذه الأخيرة خلال الموسم الحالي حرائق متعددة، قضت مضج الفلاحين الصغار وملاك أشجار النخيل، حيث عرفت المنطقة أزيد من أربعة حرائق ضخمة، سجل أغلبها خلال فصل الصيف. وكان آخرها قد اندلع قبل ثلاثة أسابيع بواحة «إيمي أوكادير» بجماعة فم الحصن، حيث أتت النيران على أكثر من 25 هكتارا من المساحات المغروسة، كما أتلفت أكثر من 20 ألف نخلة، بالإضافة إلى عدد كبير من الأشجار المثمرة كالرمان والتين والخروب، وهو ما شكل ضربة موجعة للسكان المحليين، وللفلاح الصغير، خصوصا وأن هذا الحريق تزامن مع فترة جني التمور التي تعتبر المورد الأساسي.
وقبل أيام قليلة، اندلع حريق مماثل بواحة «تمسولت سموكن» بجماعة تمنارت، حيث التهمت النيران مئات أشجار النخيل بالواحة وحولتها إلى رماد، مخلفة بذلك خسائر مادية جسمية. وبحسب مصادر محلية، فإن هذا الحريق امتد على مساحات شاسعة تفوق 6 هكتارات، وأتلف حوالي 1600 شجرة نخيل مثمرة، كما أتلف مزروعات وأشجار مثمرة أخرى. وقبل ذلك تعرضت واحة «إيمي أوكادير» نفسها لحريق مماثل أتلف مساحات شاسعة من النخيل وباقي المزروعات.
وفي بداية موسم الصيف الحالي، تعرضت أيضا واحة «ألوكوم» لحريق مهول، لم تتم السيطرة عليه، إلا بعد تدخل كبير من قبل تشكيلات أمنية ومدنية، يتقدمها عامل إقليم طاطا، وقائد الفوج العاشر لحراسة الحدود ومساعده، وقائد سرية الدرك الملكي بطاطا وقائد المركز الترابي الدرك الملكي بفم زكيد ومساعده وخليفة قائد قيادة ألوكوم ورئيسي جماعتي فم زكيد وألوكوم وباشا رئيس دائرة فم زكيد، إضافة إلى عناصر الوقاية المدنية، وعناصر الدرك الملكي، والدرك الحربي وأفراد القوات المسلحة الملكية وعناصر القوات المساعدة وأعوان السلطة. كما اندلع قبل ذلك حريق آخر بواحة أكادير تسينت، خلف خسائر محدودة، بعد تدخلات فعالة وسريعة.