عاشت أقسام المستعجلات بمستشفيات الرباط، أول أمس الأحد، حالة طوارئ قصوى، بسبب أعمال الشغب التي اندلعت في أعقاب مباراة كرة القدم التي جمعت بين فريقي الجيش الملكي والمغرب الفاسي، على أرضية المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، وذلك برسم دور سدس عشر نهائي منافسات كأس العرش.
أعمال الشغب لم تقتصر على مدرجات وأرضية الملعب التي تم اقتحامها، بل امتدت خارج المجمع الرياضي، حيث تم اعتراض عدد من المركبات وتخريبها وترويع من فيها، بما في ذلك حافلات لنقل المسافرين كانت متجهة من وإلى الطريق السيار الرابط بين الدار البيضاء والرباط، قبل أن تتدخل القوات العمومية لملاحقة عدد من المخربين وإيقافهم. كما تم إلحاق خسائر فادحة بعدد من السيارات والناقلات، التي كانت مركونة في محيط الملعب، إضافة إلى عدد من التجهيزات والمرافق.
وعاش عدد ممن حضروا لتتبع المباراة التي انتهت بخسارة وإقصاء الفريق العسكري، ساعات في الجحيم قبل التمكن من مغادرة الملعب، والابتعاد عنه، بعد أن قام مئات المنتسبين لجماهير الجيش الملكي بتنفيذ أعمال شغب خطيرة حصدت الأخضر واليابس، باستخدام الحجارة والعصي، واقتلاع الكراسي لاستعمالها في مواجهة القوات العمومية التي حاولت السيطرة على الوضع، قبل أن يمتد التخريب إلى خارج الملعب، ويشمل بعض الأحياء القريبة منه وممرات الطريق السيار.
وقامت دوريات أمنية مدعومة بالقوات العمومية بملاحقة عدد من العناصر التي تسببت في حالة الفوضى غير المسبوقة، التي انطلقت مباشرة بعد إعلان الحكم نهاية المباراة، قبل أن يتم اعتقال عدد منها، فيما يتم تفريغ عدد من أشرطة الفيديو لتحديد هويات باقي المتورطين.
وتسببت أعمال الشغب، في خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، وإصابة عدد من عناصر الشرطة والقوات المساعدة بجروح متفاوتة الخطورة، وكذا تعييب وتكسير عدد من المركبات، وفق بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني.
وكشف المصدر ذاته أن العمليات الأمنية التي باشرتها ولاية أمن الرباط أسفرت عن ضبط 160 شخصا، من بينهم 90 قاصرا، وذلك للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أعمال الشغب المرتبط بالرياضة، وحيازة أسلحة بيضاء، والسكر العلني البين، والتراشق بالحجارة المقرون بإلحاق خسائر مادية بممتلكات خاصة وعامة، وإضرام النار عمدا في مركبة.
ووفق البلاغ نفسه، فإن المتورطين في أعمال الشغب تسببوا في إصابة 85 شرطيا بجروح وإصابات متفاوتة الخطورة، من بينهم 63 مصابا تم نقلهم إلى المستشفى الجامعي ابن سينا، و14 مصابا تم الاحتفاظ بهم بمستشفى التخصصات، و8 مصابين تم نقلهم إلى المستشفى العسكري بالرباط، حيث يشرف طاقم طبي من مفتشية مصالح الصحة للأمن الوطني على متابعة عملية استشفائهم، وتمكينهم من المساعدات الطبية اللازمة.
وأشار المصدر ذاته إلى أن مصالح الأمن الوطني رصدت أيضا إلى غاية هذه المرحلة من البحث، إصابة 18 عنصرا من القوات المساعدة بجروح وكدمات ورضوض، فضلا عن إصابة 57 من الجمهور بإصابات مختلفة، من بينهم 34 مصابا تم إسعافهم بعين المكان من طرف الطواقم الطبية والتمريضية، بينما تم نقل باقي المصابين إلى مختلف المؤسسات الاستشفائية بالرباط.
وتابع أن مصالح الأمن الوطني سجلت كذلك إلى غاية هذه المرحلة من البحث، إلحاق خسائر مادية بالعديد من مرافق ومشتملات الملعب، وإضرام النار في دراجة نارية، وتعييب وتكسير 33 مركبة وناقلة، تتنوع ما بين مركبات تابعة للشرطة، وسيارات أخرى في ملك الخواص، كانت متوقفة بالفضاءات الخارجية للملعب.
وخلصت مديرية الحموشي إلى أنه قد تم إخضاع جميع الموقوفين لإجراءات البحث القضائي الذي أمرت به النيابة العامة المختصة، لتحديد مستوى ودرجة تورط كل واحد منهم في أعمال الشغب المرتكبة، وتشخيص كافة المساهمين والمشاركين في ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. كما تتواصل حاليا عمليات مراجعة جميع كاميرات المراقبة، لتحديد وتشخيص كل من ثبت تورطه في اقتراف أعمال العنف والشغب التي أعقبت هذه المباراة.