كلميم: محمد سليماني
كشفت مصادر مطلعة أن المفتشية العامة لوزارة الصحة فتحت تحقيقا عاجلا بالمستشفى الجهوي لكلميم، وذلك عقب ورود أخبار عن شبهات «سرقة»، طالت مجموعة من المعدات الطبية والتجهيزات البيوطبية والممتلكات الخاصة بالمشفى. واستنادا إلى المعطيات، فإن أطر المفتشية قد باشروا تحقيقا في الموضوع، من خلال زيارات متتالية إلى مجموعة من أقسام المستشفى ومصالحه، للوقوف على ملابسات هذه السرقات.
وكان طبيب إنعاش وتخدير يشتغل بالمستشفى الجهوي وراء تفجير فضيحة هذه السرقات، بعدما نشر تدوينة على حسابه الشخصي، يشير فيها إلى أن أشخاصا قاموا بسرقة قطع غيار سيارات الإسعاف، إضافة إلى تسلل أشخاص غرباء إلى قسم الإنعاش وقيامهم بتصوير ملفات المرضى. وأضاف الطبيب أن سيارة طرود (هوندا) تأتي إلى المستشفى بعد منتصف الليل، وتأخذ بعض قنينات الأكسجين، ثم تغادر إلى مكان مجهول خارج المستشفى. وطالب طبيب الإنعاش والتخدير بأن «يأخذ القانون مجراه في هذه الفضيحة، خصوصا وأن هذا المستشفى أضحى منذ أشهر مسرحا للوبيات والعصابات». وبحسب المعطيات، فإن المستشفى الجهوي لكلميم عاش في الأسابيع الماضية على وقع خصاص مهول في عدد من الأجهزة الطبية والبيوطبية، والأكسجين، إلى درجة أن عددا من الأقسام والمصالح الطبية لم تعد قادرة على تلبية الطلب المتزايد للمرضى والمرتفقين، مما دفع الفرع الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام إلى الدخول على الخط، حيث كشف أن «المستشفى الجهوي بكلميم يعيش وضعا خطيرا للغاية لم يشهده من قبل، بسبب توالي الهفوات الخطيرة والمتكررة». وسجل الفرع ما وصفه بأنه «تدهور خطير في صيدلية المستشفى، وغياب أدوية حيوية بمصلحتي المستعجلات والإنعاش، وغياب مجموعة من التحاليل المخبرية الضرورية للتكفل بالمرضى». وطالب أطباء مستشفى كلميم بضرورة تدخل وزير الصحة فورا، من أجل إنقاذ حياة المواطنين أولا، وتصحيح الأوضاع لتفادي المزيد من المآسي.
وفي سياق متصل، توصل المستشفى الجهوي لكلميم، قبل أيام قليلة، بمجموعة من المعدات والتجهيزات الطبية وشبه الطبية، والتي بلغت قيمتها المالية حوالي 20 مليون درهم و590 ألف درهم، ممولة من قبل وزارة الصحة وعدد من الشركاء؛ منها 13 مليون درهم و353 ألف درهم قيمة تجهيزات ومعدات ممولة من قبل وزارة الصحة، فيما بلغت قيمة التجهيزات والآليات الطبية الممولة من قبل مجلس جهة كلميم- واد نون ما مجموعه مليونين و337 ألف درهم، والمجلس الإقليمي بلغت مساهمته مليونين و900 ألف درهم، ثم تجهيزات أخرى بقيمة مليوني درهم من جمعية صيادلة كلميم، بشراكة مع وكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لأقاليم الجنوب.