محمد وائل حربول
بعد أن أثار خبر وفاة رضيعين، أثناء الولادة، ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي بمراكش والرحامنة، خاصة بعد الاتهامات التي كالتها فعاليات حقوقية، بسبب عدم توفر المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش على حاضنة شاغرة، وعدم توفر المستشفى الإقليمي بمنطقة ابن جرير على وحدة خاصة بالعناية المركزة، علمت «الأخبار» من مصادرها أن المديرية الإقليمية للصحة بالرحامنة قامت، أول أمس الأربعاء، بإيفاد لجنة تحقيق وتفتيش إلى المستشفى الإقليمي بابن جرير، من أجل التحقيق في هذه الواقعة التي هزت مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد معرفة أن الرضيع المتوفي بقي لنحو 48 ساعة بدون حاضنة، ما تسبب في وفاته.
واستنادا إلى المعطيات التي كشفت عنها مصادر الجريدة، فإن اللجنة المذكورة بدأت بالبحث أولا عن الأسباب الحقيقية وراء وفاة الرضيع الثاني، إذ وضعت سيناريو يتعلق بمشكلة عدم التنسيق بين الأطر الصحية بالمستشفى الإقليمي والمستشفى الجامعي بالمدينة الحمراء، وهو الشيء الذي يدخل في خانة التقصير في العمل، ما ستترتب عنه عدد من الإجراءات العقابية. كما باشرت اللجنة ذاتها تحقيقاتها عن الطريقة والكيفية التي تم نقل الرضيع فيها من الرحامنة صوب مراكش.
وأوضحت المصادر نفسها أن المديرة الجهوية للصحة بمراكش تدخلت بدورها في هذا الموضوع، حيث وقفت على عمل اللجنة المذكورة، إذ تقوم بتتبع كل تفاصيلها، في انتظار الخلاصات والنتائج التي سيخرج بها التحقيق من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الصدد، حيث ستقوم اللجنة برفع التقرير إلى المديرة المذكورة، على أن تقوم الأخيرة برفع التقرير مباشرة إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية.
وعلى الرغم من الخطوة التي قامت بها وزارة الصحة بإيفاد لجنة للتحقيق، يتواصل إلى حدود الساعة نشر عدد من الأخبار المتعلقة بوفاة الرضيع على مواقع التواصل الاجتماعي، كما خرجت فعاليات حقوقية بإقليم الرحامنة للمطالبة بتوفير خدمات طبية لائقة، سيما ما يتعلق منها بتوفير عدد كاف من الحضانات بالمستشفيين (الإقليمي بالرحامنة، والجامعي بمراكش). كما طالبت الفعاليات ذاتها بتوفير سيارات الإسعاف بالعدد المطلوب، على اعتبار أن المستشفى الإقليمي بالرحامنة يعرف اكتظاظا كبيرا، ما يجبر المرضى والمرتفقين على التنقل إلى مدينة مراكش من أجل العلاج مرارا.
هذا، وكان قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي بابن جرير قد استقبل، نهاية الأسبوع الماضي، سيدة حاملا، حيث قامت بوضع توأم، أحدهما توفي أثناء العملية القيصرية التي خضعت لها، فيما بقي المولود الثاني حيا يرزق، لكن حالته كانت غير مستقرة على اعتبار أن الأم قامت بوضعه في الشهر السابع، الشيء الذي أجبر الطاقم الطبي بالمستشفى على طلب نقل الأخير مباشرة إلى مراكش، بسبب افتقاد مستشفى ابن جرير لمصلحة العناية المركزة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة ولقسم الإنعاش، وهو ما تم بالفعل، غير أنه وبعد الوصول إلى المدينة الحمراء اتضح أن مركز الأم والطفل بها ممتلئ عن آخره، ولا يوجد مكان شاغر لوضع الرضيع فيه، ما تسبب في وفاته في الحين.