فتحت المصالح الأمنية لدى ولاية أمن طنجة، تحقيقات حول المسارات المفترضة لقضية المخدرات المحجوزة خلال الأسبوع المنصرم، بالميناء المتوسطي، حين تمكنت عناصر الأمن الوطني بتنسيق مع مصالح الجمارك بميناء طنجة المتوسط، من إحباط محاولة تهريب 157 كيلوغراما من مخدر الشيرا على متن شاحنة للنقل الدولي تحمل لوحات ترقيم أجنبية. وقد أسفرت عمليات المراقبة والتفتيش الحدودي عن حجز كميات المخدرات المهربة مخبأة بعناية داخل تجاويف خشبية أعدت خصيصا ضمن الهيكل الحديدي لمقطورة الشاحنة، كما مكنت إجراءات البحث من توقيف سائقها، وهو مواطن إسباني يبلغ من العمر 67 سنة.
وقد تم إخضاع المشتبه فيه للبحث القضائي الذي تجريه فرقة الشرطة القضائية بميناء طنجة المتوسط تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع المتورطين في هذه القضية، وكذا تحديد باقي الامتدادات المفترضة وطنيا ودوليا لهذا النشاط الإجرامي. وتندرج هذه القضية في سياق العمليات الأمنية المكثفة والمتواصلة التي تباشرها مختلف المصالح الأمنية، بهدف مكافحة التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.
وأوردت بعض المصادر، أن هذه العملية من شأنها أن تطيح برؤوس كبيرة، فضلا عن الكشف عن تفاصيل عمليات تهريب مماثلة تم القيام بها ، وكذا شاحنات النقل الدولي المستعملة في عمليات نقل المخدرات، وامتدادات هذه الشبكة الجديدة إلى جانب طريقة عبورها للميناء المتوسطي دون أن يتم اكتشافها من قبل السلطات المختصة.
وربطت المصادر بين هذه القضية، وفرضيات لقضايا مماثلة لها صلة بإخفاء المخدرات داخل التجاويف والألواح الخشبية، وذلك على غرار ملف توقيف مالك ورشة للنجارة توجد بدوار «بني واسين» بضواحي طنجة، وهو في حالة تلبس رفقة اثنين من مساعديه بإخفاء وتخزين شحنات كبيرة من مخدر الشيرا ضمن ألواح خشبية معدة للتصدير خارج المغرب. ويتحدد الأسلوب الإجرامي المستخدم من طرف أعضاء هذه الشبكة في تجويف ألواح خشبية موجهة للتصدير، وإخفاء المخدرات بداخلها، مع إعادة تركيبها وطلائها بمواد كيميائية في محاولة لتفادي اكتشافها من طرف الشرطة السينو تقنية.
وأضافت المصادر، أن العملية الجديدة، تكشف عن وجود مستودعات جديدة لتخزين المخدرات بهذه الطرق الماكرة، سيما الخاصة بالخشب، وهو ما جعل مسار التحقيقات يفتح على أكثر من صعيد، للوصول إلى كافة الحيثيات المرتبطة بهذه الواقعة.
طنجة: محمد أبطاش