طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر متطابقة أن المصالح الأمنية والاستخباراتية المغربية، مع نظيرتها الأوروبية، تحقق في مصدر شحنات من الكوكايين مقدرة بعشرة أطنان محشوة في مادة «الزنجلان» التي كانت داخل حاويات بباخرة اجتازت الميناء المتوسطي، وعدد من الموانئ الأوروبية، قبل أن يتم ضبطها، نهاية الأسبوع الماضي، بأحد الموانئ الألمانية، حيث إن مصدرها الأصلي هو «الباراغواي»، وسط فرضيات عن وجود أشخاص آخرين مشاركين ضمن عدة موانئ، منها ميناء طنجة، لتأمين هذه العملية، حتى وصلت إلى قلب أوروبا.
وحسب المصادر، فإن المصالح الأمنية المغربية فتحت تحقيقا موسعا عبر العودة إلى تفاصيل تواجد الباخرة المحملة بهذه المخدرات بميناء طنجة المتوسط، وظروف أفراد طاقمها وكذا الأشخاص الذين التقوا بهم قصد تحديد المسؤوليات. وتبين، حسب المصادر، أن هذه الشحنة قادمة من الباراغواي، حيث يفترض أن «كارتيلات» باتت تستهدف الحاويات نظرا لكونها مصدر أمان حسب زعمها، إذ يتم قياس مدى تشديد المراقبة الأمنية ببعض الموانئ لتحويلها إلى منصة لتهريب هذا المخدر القوي والخطير في الآن نفسه.
ومن شأن هذه الشحنة من مخدر الكوكايين أن تطيح بشبكات جديدة على مستوى مدينة طنجة، فضلا عن معرفة المصدر والجهة التي كانت ستتسلم هذه الشحنة التي وصفت بالكبيرة، خاصة وأن مخدر الكوكايين غالبا ما تضبط المصالح الأمنية بضعة غرامات أو أقل من كيلوغرام، غير أن هذه الشحنة الكاملة تكشف عن نشاط جديد لـ«كارتيلات» الكوكايين، أو محاولة تشتيت الانتباه عبر السعي إلى تهريب أكثر من كمية في آن واحد.
للإشارة، فإن أضخم عملية تم ضبطها، في وقت سابق، بالميناء المتوسطي، كانت 67 كيلوغراما من مخدر الكوكايين، وذلك على متن سيارة نفعية مسجلة بالخارج كانت قادمة على متن رحلة بحرية انطلاقا من أحد الموانئ الإسبانية. إذ مكنت عملية المراقبة والتفتيش المنجزة بواسطة الكلاب المدربة للشرطة، وكذا إجراءات الفحص الآلي المجراة بتنسيق مع مصالح الجمارك، من العثور على شحنات الكوكايين مخبأة بعناية في تجاويف الهيكل الحديدي للسيارة، وأطاحت في ما بعد بعدد من المتورطين في القضية، ضمنهم مغربي مقيم بفرنسا كان وراء نقلها صوب التراب الوطني.