بعد سقوط ثاني طائرة في دائرة دار الشاوي وسبت الزينات
طنجة: محمد أبطاش
علمت «الأخبار»، من مصادر متطابقة، أن تحقيقات مكثفة تقوم بها مصالح أمنية واستخباراتية، لمعرفة المزود الرئيسي لشبكات تهريب المخدرات انطلاقا من دائرة جماعة دار الشاوي وسبت الزينات بضواحي طنجة، وذلك مباشرة بعد سقوط طائرة من الحجم الصغير بالمنطقة المذكورة، في غضون الأسبوع الماضي. وكشفت مصادر الجريدة أن أولى المعلومات المتعلقة بالتحقيق، بعد إخضاع ربان الطائرة إسباني الجنسية له، توضح أن الطائرة كانت في طريقها للإقلاع، بعد أن تم شحنها بالمخدرات وضمنها حقيبة مالية، من طرف أشخاص مجهولين، كانوا يمتطون سيارات للدفع الرباعي، حيث انطلقت الطائرة عبر الطريق التي كانت بمثابة مطار مصغر للتهريب، غير أن ربانها سيتفاجأ بشاحنة للنفايات قادمة نحوه، اصطدمت بأحد أجنحة الطائرة، مما جعل المهربين يفرون في الحين. وفي نفس الوقت توصلت المصالح الأمنية بإخبارية في الموضوع، ليتم تطويق المنطقة بأكملها، غير أنه لحدود الآن، لم يتم بعد التوصل إلى هوية المهربين الحقيقيين، والأباطرة الذين كانوا وراء هذه العملية. واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن أبحاثا أمنية تجري للكشف عن علاقة الطائرة السالف ذكرها، بأخرى خاصة بالمخدرات من نوع «هيليكوبتر»، صغيرة الحجم، سقطت خلال السنتين الماضيتين، فوق منزل قروي بدار الشاوي، ليتم توقيف ربانها الأجنبي، بينما لاتزال معالم هذه الواقعة غامضة حول المهربين الحقيقيين الذين كانوا وراء العملية.
يشار إلى أن مكان سقوط الطائرة المذكورة، هو في الأصل عبارة عن أرض منبسطة يصعب مراقبة حركة الملاحة الجوية فوقها خاصة الطائرات الصغيرة التي تحلق على علو منخفض، ويفترض أنه تم استغلالها لعقود من طرف أباطرة التهريب بالمنطقة وفقا لما يتداول، خاصة بوجود مقطع طرقي طويل من حوالي كيلومترين يصلح لاستغلاله كمدرج إقلاع وهبوط طائرات التهريب. وتساءلت المصادر ذاتها، عن كم من طائرة استطاعت أن تقوم بمهمتها بنجاح قبل أن تسقط الطائرة السالف ذكرها.
وعاشت القيادة الجهوية للدرك بطنجة بهذا الخصوص، حالة استنفار، حيث طلبت مصالحها بدار الشاوي، مدها بكل صغيرة وكبيرة على صلة بالقضية، بعد أن تبين أن ربان هذه الطائرة هو في الأصل مواطن إسباني، تجري التحقيقات حول كيفية ولوجه المنطقة، والأشخاص الذين سهلوا له العملية ومكان شحن المخدرات.