في تطورات جديدة مرتبطة بشبكة المخدرات التي تم تفكيكها، الثلاثاء الماضي، من طرف مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بسوس وعناصر الشرطة القضائية بولاية أمن أكادير، أعلنت مصادر خاصة لـ«الأخبار» أن التحقيقات التي خضع لها الموقوفون الأربعة الذين حجزت الشرطة لديهم حوالي 200 كيلوغرام من المخدرات مخبأة في ثلاثة أطنان من علب السكر، أطاحت بالعقل المدبر لكل العمليات المنجزة من طرف هذه الشبكة خلال الآونة الأخيرة، والتي تم إحباط العديد منها على مستوى مدينة أكادير من طرف عناصر الشرطة والدرك الملكي وتدخلات استباقية ناجحة لعناصر «الديستي».
وحسب مصدر «الأخبار»، فالأمر يتعلق بتاجر مخدرات مبحوث عنه وطنيا يبلغ من العمر 47 سنة، تبين أنه المخطط لكل الأساليب الإجرامية من أجل تهريب المخدرات خارج التراب الوطني بعد نقلها من مناطق بالشمال أو الجنوب إلى أكادير والتي تصدت لها المصالح الأمنية، حيث حاول تهريب المخدرات وسط شحنة ضخمة من البطيخ الأحمر ثم مادة الخشب، قبل أن يعمد إلى تهريبها وسط علب السكر.
وكشفت التحريات أن شخصا آخر مزداد سنة 1980، وهو رجل أعمال وصاحب شركة لنقل البضائع بحي أزرو وسط مدينة أيت ملول، كان يساعده في كل العمليات المذكورة، حيث يضع رهن إشارته عربات ومقطورات تشحن بها كميات السكر أو الخشب أو «الدلاح» مرفوقة بكميات المخدرات، مع تخصيص سيارتين نفعيتين توزع الأدوار بشكل محكم بين سائقيها من أجل مراقبة سير الشحنات المشبوهة وتأمين وصولها إلى المكان المحدد من أجل تهريبها، كما حصل مع الشحنة الأخيرة التي تم إحباطها وسط علب السكر، حيث ناهزت حمولتها 200 كيلوغرام وكانت معدة للتهريب إلى كل من فرنسا وسويسرا انطلاقا من الواجهة البحرية بطنجة المتوسط .
التحريات المنجزة من طرف عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن أكادير كشفت أن العقل المدبر للشبكة وصاحب وكالة نقل البضائع اللذين جرى اعتقالهما وايداعهما السجن، كانا يوظفان مجموعة من العاطلين بالمنطقة الراغبين في الحصول على فرصة شغل، حيث يتم التعاقد معهم على العمل في الوكالة المتخصصة في نقل البضائع بشكل سليم، دون علمهم بدس كميات ضخمة من المخدرات وسط البضائع التي يتكلفون بنقلها من طرف عناصر الشبكة، حيث تبين أن عملية التعليب كانت تتم بأحد المستودعات بإنزكان، قبل نقلها عبر شاحنات النقل الدولي.
وحسب مصادر الجريدة، فإن الأبحاث المنجزة مع الشبكة كشفت أن أنشطتها في مجال التهريب لا تقتصر على المخدرات فقط، بل امتدت لمجال المجوهرات المزورة، حيث عثرت المصالح الأمنية على 12 علبة من المجوهرات والحلي المقلدة تزن حوالي 190 كيلوغراما كانت معدة للتهريب وسط مواد يتم اختيارها وفق معايير خاصة يجعل رصدها عبر السكانير صعبا ومستحيلا أحيانا، حسب معطيات الملف، وتجري الأبحاث حاليا مع أفراد الشبكة لرصد كل عمليات التهريب المماثلة التي نفذتها الشبكة في أوقات سابقة، فضلا عن ارتباطات وامتدادات هذه الشبكة على الصعيدين المحلي والدولي.
وكانت عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة أكادير، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد تمكنت، قبل أسبوع، من إيقاف أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 27 و49 سنة، من بينهم شقيقان، وذلك للاشتباه في تورطهم في قضية تتعلق بالحيازة والاتجار في المخدرات.