النعمان اليعلاوي
ارتفعت مجددا الأصوات المطالبة بتخفيف أو إلغاء الشروط الاحترازية في وجه المغاربة القادمين من الخارج والسياح الأجانب القادمين إلى المغرب، تزامنا مع تحسن الوضع الوبائي، وانخفاض أعداد المصابين، وتراجع المؤشرات الوبائية ذات الصلة. ودعت عدد من الهيئات النقابية لمهنيي قطاع السياحة إلى بإلغاء قرار إجبارية فرض اختبار”PCR“ لولوج التراب الوطني، تماشيا مع الإجراءات التي اتخذتها البلاد في الأسابيع القليلة الماضية للتخفيف من الإجراءات الاحترازية الرامية للحد من تفشي وباء “كورونا” بعد تحسن كبير في المؤشرات الصحية .
وفي هذا السياق، دعت اللجنة العلمية لمواجهة تفشي وباء كورونا إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية بناء على النتائج الإيجابية لتراجع انتشار الوباء. وقال مصدر من اللجنة إنه “آن الوقت لتعمل الحكومة على تخفيف الإجراءات الاحترازية وذلك بعدما مرت مجموعة من المناسبات التي لم تؤثر على الوضعية الوبائية، منها صلاة التراويح خلال شهر رمضان وأيضا صلاة العيد، ناهيك عن أن ملاعب الكرة تكتظ بعشرات الآلاف من الجماهير ولا تأثير على الوضعية الوبائية، وهذا يدل على أنه لم يتبق هناك انتشار كبير للفيروس”، مبينا أن “معدل ملء أسرة الإنعاش تراجع إلى 0.5 بالمئة في حين كان في حدود 13 بالمئة، ونسبة إيجابية الاختبارات انخفضت إلى 1 بالمئة بعدما كانت 25 بالمئة”.
وكانت وزارة الصحة أكدت، في النشرة اليومية لحصيلة (كوفيد-19)، أن 6 ملايين و318 ألفا و712 شخصا تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليونا و295 ألفا و840 شخصا، مقابل 24 مليونا و816 ألف و239 شخصا تلقوا الجرعة الأولى، وأضافت أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى مليون و165 ألفا و706 حالات منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام مليونا و149 ألفا و15 حالة، بنسبة تعاف تبلغ 98,6 في المائة.
من جانب آخر، قال الطيب حمضي إن المغرب تأخر في التخفيف من الإجراءات ضد وباء كوفيد 19، وذلك اعتمادا على الحالة الوبائية المطمئنة ونسبة تلقيح الساكنة، ثم عدد الذين أصيبوا بالفيروس بالمغرب، مؤكدا أن كل هذا يعطينا مناعة سكانية تحمي المنظومة الصحية، وأضاف في نفس السياق أن أقسام الإنعاش فارغة أو توجد بها بعض الحالات القليلة جدا من حين لآخر، كما أن نسبة الوفيات لا تتعدى وفاة واحدة أو صفر وفاة خلال عدة أيام، وأنه لا معنى لقرار فرض جواز التلقيح ونتائج تحليلة سلبية pcr ضد الفيروس على الداخلين إلى المغرب عبر الأسفار الجوية، في حين أنه لا يحتاج المسافرون عبر الرحلات الجوية إلا لجواز التلقيح أو تحليلة سلبية، مشددا على أنه من الناحية الطبية، ليس هناك أي مبرر لوجود بروتوكولين اثنين.
وأشار حمضي إلى الكلفة المالية المفروضة على المغاربة المقيمين بالخارج والملقحين، بسبب غلاء التحليلة، علما أن من حقهم دخول بلادهم التي يوجد بها مواطنون لم يتلقوا ولا جرعة من التلقيح، مضيفا “من يمثل الخطر على الآخر؟”، وقال إننا مقبلون على فصل الصيف، وبالتالي فإن كل يوم تأخير في التخفيف من الإجراءات ضد كوفيد هو زيادة في خسائر الاقتصاد الوطني وخاصة القطاع السياحي، لأن مغاربة العالم والسياح الراغبين في زيارة بلدنا يغيرون وجهتهم.